وقال : ولا تعرّضوا لهذا الغلام المريض! أو : ألا لا يعرضنّ لهذا الغلام المريض أحد! ثمّ قال لجماعة ممّن كانوا معه : احفظوهم لئلّا يخرج منهم أحد! ولا تسيئنّ إليهم ؛ ثمّ عاد إلى مضاربه وفسطاطه (١).
وطء الخيل جسد الإمام عليهالسلام :
مرّ الخبر عن ابن زياد أنّه كتب إلى ابن سعد : «فإن قتل الحسين فأوطئ الخيل صدره وظهره! فإنّه عاقّ شاقّ قاطع ظلوم! وليس دهري في هذا أن يضرّ بعد الموت شيئا! ولكن عليّ قول لو قد قتلته فعلت به هذا» (٢).
ولذا نادى ابن سعد في أصحابه : من ينتدب للحسين ويوطئه فرسه!
فانتدب عشرة ، منهم إسحاق بن حيوة ، وأحبش بن مرثد الحضرميّان ، فداسوا الحسين عليهالسلام بخيولهم حتّى رضّوا ظهره وصدره (٣)!
__________________
(١) الإرشاد ٢ : ١١٣ ، ونحوه في الطبري ٥ : ٤٥٤ عن أبي مخنف ، عن حميد بن مسلم الأزدي. وليس فيهما ولا في أيّ مصدر معتبر آخر سوى اللهوف عن ابن الاعثم ٥ : ١٢٠ خبر حرق خيام الإمام ، اللهمّ إلّا ما سبق من شمر قبل مقتل الإمام عليهالسلام.
(٢) تاريخ الطبري ٥ : ٤١٥ عن أبي مخنف.
(٣) تاريخ الطبري ٥ : ٤٥٤ ـ ٤٥٥ عن أبي مخنف ، وقال : فبلغني أنّ أحبش كان بعد ذلك في قتال فأتاه سهم غرب (لا يعرف راميه) ففلق قلبه فمات ، وبرص إسحاق بن حيوة الحضرمي. وفي الإرشاد ٢ : ١١٣ : أخنس ، وبدون الذيل. وفي مناقب آل أبي طالب ٤ : ٧٣ : عن الخزاعي : وجد على ظهر الحسين يوم الطف أثر فسألوا زين العابدين عنه فقال : هذا مما كان ينقل الجراب على ظهره إلى منازل الأرامل واليتامى والمساكين. وفي : ١٢٠ : عن الباقر عليهالسلام : وجد به ثلاثمئة وعشرون طعنة برمح أو ضربة بسيف أو رمية بسهم. وعن الصادق عليهالسلام : ثلاث وثلاثين طعنة ، وأربع وثلاثين ضربة.