واستراحوا وأراحوا خيولهم ، وأقاموا بها خمسة أيام لا يبرحون منها (١) ويبدو أنّهم بلغوها في منتصف جمادى الأولى (٢) أي في أربعين يوما من تاريخ خروجهم من النخيلة : ٥ ربيع الآخر ، بلا ذكر لعلّة التأخير.
خطبة الخزاعي في عين الوردة :
ثمّ قام فيهم سليمان الخزاعي فحمد الله وأثنى عليه ، ثمّ ذكر آيات الله في السماء والأرض والجبال والبحار ، وذكر آلاء الله ونعمه ، وذكر الدنيا فزهّد فيها وذكر الآخرة فرغّب فيها ، ثمّ قال : أمّا بعد ، فقد آتاكم الله بعدوّكم الذي دأبتم في المسير إليه آناء الليل والنهار ، تريدون فيما تظهرون «التوبة النصوح» ولقاء الله معذرين ، جئتموهم أنتم في ديارهم وحيّزهم ، فإذا لقيتموهم فاصدقوهم واصبروا «إن الله مع الصابرين» ولا يولينّهم امرؤ دبره «إلّا متحرّفا لقتال أو متحيزا إلى فئة» ولا تقتلوا مدبرا ولا تجهزوا على جريح ، ولا تقتلوا أسيرا من أهل دعوتكم إلّا أن يقاتلكم بعد أسره ، أو يكون من قتلة إخواننا بالطفّ رحمة الله عليهم ، فإنّ هذه كانت سيرة أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب في أهل هذه الدعوة.
ثمّ قال سليمان : فإن أنا قتلت فأمير الناس المسيّب بن نجبة ، فإن اصيب المسيّب فأمير الناس عبد الله بن سعد بن نفيل ، فإن قتل عبد الله بن سعد فأمير الناس عبد الله بن وال ، فإن قتل عبد الله بن وال فأمير الناس رفاعة بن شدّاد رحم الله امرأ صدق ما عاهد الله عليه.
__________________
(١) تاريخ الطبري ٥ : ٥٩٣ ـ ٥٩٦ عن أبي مخنف.
(٢) الطبري ٥ : ٥٩٨ عن أبي مخنف.