إن تعقروا بي فأنا ابن الحرّ |
|
أشجع من ذي لبد هزبر |
وأخذ يفري الناس فريا (١) وهو راجل ، ولما قتل حبيب وهدّ قتله الحسين عليهالسلام أخذ الحرّ يرتجز ويقول :
آليت لا اقتل حتّى أقتلا |
|
ولن أصاب اليوم إلّا مقبلا |
أضربهم بالسيف ضربا مقصلا |
|
لانا كلا عنهم ولا مهلّلا |
أضرب في أعناقهم بالسيف |
|
عن خير من حلّ منى والخيف |
وبرز معه زهير بن القين فقاتلا قتالا شديدا ، فكان إذا شدّ أحدهما واستلحم في الأعداء شدّ صاحبه حتّى يخلّصه ، ثمّ شدّ جمع من الرجّالة على الحرّ وتكاثروا عليه حتّى قتل (٢) رحمة الله عليه وعاد زهير إلى الحسين عليهالسلام ليصلّي معه الزوال.
صلاة الحسين عليهالسلام :
ما استجاب أصحاب ابن سعد لإمهال الإمام عليهالسلام لصلاة الظهر واستمرّوا في رميهم بالنبال ، وتقدّم الإمام عليهالسلام للصلاة ، فتقدّم أمامه سعيد بن عبد الله الحنفي التميمي يقيه النبال يمينا وشمالا ، فما زال قائما بين يديه يرمى حتّى سقط شهيدا رحمة الله عليه ، وصلّى الحسين عليهالسلام بمن معه صلاة الخوف (٣) أي صلاة الحرب ركعتين ، معه في كلّ ركعة نصف من بقي من أصحابه وآخرون يقاومون الأعداء ، وتناوبوا.
__________________
(١) تاريخ الطبري ٥ : ٤٣٧ عن أبي مخنف ، والإرشاد ٢ : ١٠٤ ولم يعقّبا على قوله : ابن الحرّ! فلعلّه جدّه.
(٢) تاريخ الطبري ٥ : ٤٤٠ ـ ٤٤١ عن أبي مخنف ، وليس في الإرشاد.
(٣) تاريخ الطبري ٥ : ٤٤١ عن أبي مخنف ، واختصره الإرشاد ٢ : ١٠٥.