ابن الزبير ، ولكن طائفة من أهل المصر لو كان لهم رجل يجمعهم على رأيهم لأكل بهم الأرض إلى يوم مّا! فقال المختار : أنا والله لهم! أنا أجمعهم على مرّ الحقّ وأنفي بهم ركبان الباطل وأقتل بهم كلّ جبّار عنيد! أما وإنّي لا أدعو إلى الفتنة وإنّما أدعو إلى الهدى والجماعة! ثمّ ركب رواحله وخرج نحو الكوفة (١).
ودخل المختار الكوفة :
قدم المختار الكوفة يوم الجمعة النصف من شهر رمضان (٦٤ ه) (٢) فمرّ بمسجد السّكون وجبّانة كندة فسلّم عليهم وقال لهم : أبشروا فقد أتاكم ما تحبّون من النصر والفلج! ثمّ أقبل حتّى مرّ بمسجد بني ذهل وبني حجر فوجدهم قد راحوا إلى الجمعة.
فأقبل حتّى مرّ ببني بدّاء من كندة فوجد منهم عبيدة بن عمرو شاعرا شجاعا وأشدّهم حبّا لعلي عليهالسلام ولكنّه لا يصبر عن الشراب ، فسلّم عليه المختار ثمّ قال له : يا أبا عمرو إنك على رأي حسن لن يدع الله معه مأثما إلّا غفره ولا ذنبا إلّا ستره! أبشر بالنصر واليسر والفلج! فقال عبيدة : بشّرك الله بخير ، فهل تفسّره لنا؟ قال : نعم ، الليلة في رحلي! فالقني في رحلي ، وبلّغ أهل مسجدكم هذا عنّي : أنّهم قوم أخذ الله ميثاقهم على طاعته ، يقتلون المحلّين ، ويطلبون بدماء أولاد النبيّين ، ويهديهم للنور المبين! ثمّ قال : أين الطريق إلى بني هند؟ فدعى عبيدة بفرسه وركبه ومضى معه إلى بني هند إلى منزل إسماعيل بن كثير فقال له : القني أنت
__________________
(١) تاريخ الطبري ٥ : ٥٧٧ ـ ٥٧٨ ، ولا يصحّ ما أرسله المسعودي في مروج الذهب ٣ : ٧٣ : أنّه قالها لابن الزبير فأرسله إلى الكوفة لذلك!
(٢) تاريخ الطبري ٥ : ٥٦٠.