يوم القيامة رقاب الناس غرّا محجّلين ، يدخلون الجنة بغير حساب (١). وعليه فالسجّاد عليهالسلام كان على علم بذلك لمّا تفأل لاسمه بكتاب الله وتكررّت آيات الجهاد والشهادة شهد ذلك بأنه هو فسمّاه زيدا بتسمية النبيّ له (٢).
وفاة ابن جعفر وابن الحنفيّة :
في سنة ثمانين توفّي عبد الله بن جعفر بن أبي طالب (٣) وكان جوادا سخيّا ، ومات بدعائه : إذ أتاه آت يسأله معونته على أمره ولم يكن يحضره ما يعينه به ، فخلع ثيابه عليه ثمّ دعا فقال : اللهمّ إن نزل بي بعد اليوم حقّ لا أقدر على قضائه فأمتني قبله! فمات في يومه ذلك (٤).
وقال المسعودي : في سنة ثمانين كان الطاعون العامّ بالعراق والجزيرة والشام ومصر والحجاز ، فلمّا قلّ مال ابن جعفر سمع يوم الجمعة في المسجد الجامع (؟) يقول : اللهمّ إنّك قد عوّدتني عادة فعوّدتها عبادك ، فإن قطعتها عنّي فلا تبقني! فمات في تلك الجمعة ، وقد ولد في هجرة والديه إلى الحبشة ،
__________________
(١) أمالي الصدوق : ٤٠٨ ، الحديث ٥٢٩ ، المجلس ٩ ، وعيون أخبار الرضا عليهالسلام ١ : ٤٧٨ ، الحديث ١٨٨.
(٢) وفي مقاتل الطالبيين : ٨٨ : بسنده عن عبد الله بن محمّد بن الحنفية : أنّه مرّ به زيد بن علي (وهو صبيّ) فرقّ له وأخذه وأجلسه عنده وقال له : يابن أخي! أعيذك بالله أن تكون زيدا المصلوب بالعراق! ولا ينظر أحد إلى عورته ولا إليه إلّا كان في أسفل درك من جهنّم! وعليه فهو كان صبيّا يدرج قبل وفاة ابن الحنيفة ، وسيأتي لا حقا.
(٣) تاريخ خليفة : ١٧٦ واليعقوبي ٢ : ٢٧٧ والمسعودي ٣ : ١٦٧.
(٤) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٢٧٧.