ولما فرغ مسلم المرّي من أمر المدينة خلّف عليها روح بن زنباغ الجذامي ، ثمّ شخص بمن معه من جنده إلى مكّة (١).
خوارج البصرة :
مع تمرّد ابن الزبير بمكّة وابن الغسيل بالمدينة ، تمرّد مرداس بن اديّة من البصرة فخرج على ولاية ابن زياد بها في أربعين رجلا. فبعث إليهم ابن زياد جيشا عليهم عبد الله بن حصن الثعلبي ، فقتله الخوارج في أصحابه وهزموهم ، فبعث إليهم جيشا آخر عليهم عبّاد بن أخضر فقاتلهم على شاطئ ميسان فقتلهم أجمعين.
فخرج بعده نافع بن الأزرق في نحو من خمسمئة سموا الأزارقة ، فخرج إليهم ابن عبيس في ألفين ، والتقوهم في موضع يدعى دستواء ، فتقاتلوا ، فقتل الأميران من العسكرين وأمسوا فأمسكوا ، ووصلهم من اليمامة أمداد ورأّس الخوارج الزبير بن ماحوز ، فهزموا أهل البصرة وساروا إلى المدائن ، ثمّ غلبوا على الأهواز وفارس ، وجبوا الأموال (٢).
__________________
(١) تاريخ الطبري ٥ : ٤٩٦ عن أبي مخنف.
(٢) تاريخ ابن الخياط البصري : ١٥٩ ـ ١٦٠.