فتقدّم عبد الله فقاتل قتالا شديدا حتّى برز إليه هانئ بن ثبيت الحضرمي فاختلفا بضربتين! وضربه هانئ الحضرمي فقتله رحمة الله عليه.
وتقدّم بعده جعفر بن علي رحمهالله فصمد إليه هانئ الحضرمي فقتله رحمة الله عليه.
وقام بعدهما عثمان بن عليّ رضى الله عنه ، فتعمّده خوليّ بن يزيد الأصبحي بسهم فصرعه ، فاشتدّ إليه رجل من بني دارم فاحتزّ رأسه رضوان الله عليه.
واشتدّ العطش بالحسين عليهالسلام فركب على المسنّاة المنتهية إلى الفرات وبين يديه أخوه العباس ، فنادى الرجل الدارمي فيمن معه من خيل ابن سعد قال لهم : ويلكم حولوا بينه وبين الفرات ولا تمكّنوه من الماء! ثمّ رمى الحسين عليهالسلام بسهم فأثبته في حنكه ، فانتزع الحسين عليهالسلام السهم وبسط يده تحت حنكه فامتلأت راحتاه بالدم فرمى به وقال : اللهمّ إنّي أشكو إليك ما يفعل بابن بنت نبيّك! وأحاط القوم بالعباس فاقتطعوه عن أخيه الحسين عليهالسلام ، فرجع الحسين إلى مكانه.
وجعل العباس يقاتلهم وحده ، حتّى أثخن بالجراح فلم يستطع حراكا ، وبرز إليه حكيم بن الطفيل السنبسي وزيد بن ورقاء الحنفي التميمي فاشتركا في قتله رضوان الله عليه (١).
مقتل الطفل الرضيع :
وجلس الحسين عليهالسلام أمام الفسطاط ، فأتي بابنه عبد الله بن الحسين وهو طفل فأجلسه في حجره ، فهو في حجره إذ رماه أحد بني أسد بسهم فذبحه ، فتلقّى الحسين عليهالسلام دمه ، فلمّا ملأكفّه صبّه في الأرض ثمّ قال : ربّ إن تكن
__________________
(١) الإرشاد ٢ : ١٠٩ ـ ١١٠.