وفي أيام عامر بن مسعود الجمحي جمح أهل الريّ برئاسة البرجان ، والريّ من ثغور الكوفة ، فوجّه عامر الجمحي ـ باسم ابن الزبير ـ جيشا بإمرة محمّد بن عمير بن عطارد فهزمه البرجان ، فوجّه بعده آخر بإمرة عتّاب بن ورقاء التميمي الرياحي فهزموا المتمرّدين وقتلوا البرجان (١).
أوائل أقاويل الشيعة بالكوفة :
كانت لسليمان بن صرد الخزاعي صحبة معروفة مع النبي صلىاللهعليهوآله ثمّ كان هو والمسيّب بن نجبة الفزاري ، وعبد الله بن سعد بن نفيل الأزدي ، وعبد الله بن وال التّيمي ، ورفاعة بن شدّاد البجلي من خيار أصحاب علي عليهالسلام ومعهم اناس من وجوه «الشيعة» وخيارهم. وقد مرّ خبر اجتماعهم في دار سليمان الخزاعي بعد موت معاوية ونزوح الحسين عليهالسلام إلى مكّة ، وتداعيهم إلى أن يكتبوا إليه باقتدائهم به في إباء بيعة يزيد ودعوته إليهم ليبايعوه ويتابعوه.
وعليه فمن الطبيعي ما رواه أبو مخنف الأزدي عن عبد الله بن عوف الأزدي : أنّ اولئك «الشيعة» بعد قتل الحسين عليهالسلام إلى جانبهم ولم ينصروه ، تلاقوا فيما بينهم بالندم والتلاوم! وأنّهم أخطؤوا خطأ كبيرا بدعوتهم إيّاه لنصرته ثمّ تركهم إجابته لذلك! وأنّ عليهم في ذلك الإثم والعار! وأنّ ذلك لا يغسل عنهم إلّا بقتال قاتليه أو يقتلوا في سبيل ذلك. وكان من الطبيعي أن يعودوا للاجتماع في دار سليمان الخزاعي ، فاجتمعوا إليه (٢).
وإنّ منهم من كان تائبا ليس من خذلانه وترك نصرته للحسين عليهالسلام بل من نصرته عليه كحميد بن مسلم الأزدي ، حيث يروى عنه أبو مخنف الأزدي
__________________
(١) تاريخ ابن الخياط : ١٦٢.
(٢) تاريخ الطبري ٥ : ٥٥٢.