وحيث كان المختار قد وعدهم النصر فلمّا بلغ الموالي العجم مع المختار ما لقي إخوانهم قالوا بالفارسيّة : «اين بار دروغ گفت!» : كذب هذه المرّة (١)!
مصعب إلى الكوفة :
وأقبل مصعب بجيشه حتّى بلغ كسكر ، ثمّ حمل الرجال وأثقالهم وضعفاء الناس في السفن ، في نهر كان يقال له : نهر خورشاد ثمّ نهر قوسان ثمّ إلى الفرات.
وبلغ المختار ذلك فحصّن قصره بحصار له واستعمل على الكوفة عبد الله بن شدّاد البجلي ثمّ سار بأنصاره حتّى نزل بهم في السيلحين حيث مجتمع الأنهار نهر السيلحين ونهر الحيرة ونهر القادسيّة ونهر يوسف فسدّ أفواهها فذهب ماء الفرات في هذه الأنهار فرست سفن البصريين في الطين ، فخرجوا يمشون ، وجاءت خيل منهم فكسروا السدّ الذي عمله المختار. وأقبل المختار حتّى نزل حروراء بينهم وبين الكوفة.
وجعل على ميمنته سليم بن يزيد الكندي ، وعلى ميسرته سعيد بن منقذ الثوري الهمداني ، وعلى الخيل عمر بن عبد الله النهدي ، وعلى الرجال مالك بن عمرو النهدي ، وعلى شرطته عبد الله بن قراد الخثعمي ، ثمّ بعث اثنين منهم إلى خمسين من أخماس البصرة : فبعث الثوري صاحب ميسرته على بكر بن وائل وعليهم مالك بن مسمع البكري ، وبعث الكندي صاحب ميمنته إلى بني تميم وعليهم الأحنف بن قيس! وكان على بيت مال المختار عبد الرحمن بن شريح الشبامي فبعثه إلى عبد قيس البصرة وعليهم مالك بن المنذر العبدي ، وبعث عبد الله ابن جعدة المخزومي إلى أهل عالية البصرة وعليهم قيس بن الهيثم السلمي ، وبعث مسافر بن سعيد الناعطي إلى أزد البصرة وعليهم زياد بن عمرو العتكي.
__________________
(١) تاريخ الطبري ٦ : ٩٦ ـ ٩٨ عن أبي مخنف.