في إمارة إبراهيم بن محمّد بن طلحة التيمي ، وعبد الله بن يزيد الأنصاري على الكوفة ، وابن الأشعث مستقلّا عنهما ، ولكنّه في إمارة ابن مطيع أمره ابن الزبير بالسمع والطاعة لابن مطيع ومكاتبته ، غير أنّ ابن مطيع لا يقدر على عزله. فبعث المختار على الموصل عبد الرحمان بن سعيد بن قيس الهمداني ، فلمّا قدم هذا من قبل المختار أميرا على الموصل تنحّى له ابن الأشعث مع أشراف قومه إلى تكريت ، ثمّ شخص إلى الكوفة فبايع المختار ودخل فيما دخل فيه أهل بلده!
وكان سعد بن حذيفة بن اليمان بالمدائن فبعثه على حلوان وأرسل إليه معه ألفي فارس ، وجعل له في كلّ شهر ألف درهم ، وأمره بإقامة الطرق وقتال الأكراد المتمرّدين في الطرق ، ثمّ كتب إلى عمّاله على الجبال يأمرهم أن يحملوا أموال كورهم إلى سعد بن حذيفة.
وبعث حبيب بن منقذ الثوري الهمداني على بهقباد الأسفل ، ومحمّد بن كعب بن قرظة على بهقباد الأوسط ، وقدامة النصري مولى ثقيف على بهقباد الأعلى ، وبعث محمّد بن عمير بن عطارد على آذربايجان ، وعقد لعمّ إبراهيم : عبد الله بن الحارث النخعي أخ الأشتر على أرمينية (١).
ومدحه الشعراء :
كان عبد الله بن همّام الجشمي من هوازن بالكوفة عثمانيّ الرأي والهوى وشاعرا ، وسمع يوما أبا عمرة كيسان مولى عرينة يعيّر عثمان بن عفّان وينال منه ، فرفع عليه السوط وقنّعه بها ، فلما أصبح اليوم رئيس حرس المختار على رأسه
__________________
(١) تاريخ الطبري ٦ : ٣٤ عن أبي مخنف.