وقائع دير الجماجم وظهر المربد وحراة :
دخل ابن الأشعث الكوفة ، فكتب الحجّاج كتابا إلى عبد الملك يذكر فيه كثرة جيوش ابن الأشعث ويستنجده ويسأله الإمداد وقال في كتابه (١) : أمّا بعد فياغوثاه ثمّ يا غوثاه! فلمّا قرأ عبد الملك الكتاب كتب إليه : أمّا بعد ، فيا لبّيك ثمّ يا لبّيك ثمّ يا لبّيك (٢)! وأمدّه بجيوش الشام مع أخيه محمّد بن مروان من الجزيرة ، وابنه عبد الله بن عبد الملك ، وسار الحجّاج حتّى نزل دير قرّة ، وخرج ابن الأشعث من الكوفة إلى دير الجماجم ، فاقتتلوا بدير الجماجم نحوا من أربعة أشهر ، في نحو من ثمانين وقعة! وابن الأشعث في ثمانين ألفا ، ودونه الحجّاج ، وقتل منهم جمع كثير ، وسار ابن الأشعث إلى البصرة فتبعه الحجّاج فخرج منها ، فالتقوا بأرض مسكن ، فهزم أهل العراق (الكوفة) وقتلوا قتلا ذريعا ، ومضى ابن الأشعث في من تبعه إلى سجستان (٣) فأتى مدينة زرنج وعليها عبد الله بن عامر فامتنع عليه ، فمضى إلى بست وعليها عياض بن عمرو فدبّر أن يغدر به ويتقرّب به إلى الحجّاج! فأدخلهم (٤).
وقال العصفري البصري : إنّ الأشعث سار إلى خراسان أوّلا ، فاجتمع فلّ عسكره (البصري) على عبد الرحمان بن العباس بن ربيعة الهاشمي أيضا فاقتتلوا بظهر مربد البصرة ثلاثة أيام ثمّ انهزموا فتبعوا عبد الرحمان إلى خراسان ، فتركهم ابن الأشعث وسار إلى سجستان.
__________________
(١) مروج الذهب ٣ : ١٣٢.
(٢) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٢٧٨.
(٣) التنبيه والإشراف : ٢٧٢.
(٤) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٢٧٨.