فقال له الحسين عليهالسلام : يا أخي ، قد أشفقت فنصحت ، فأرجو أن يكون رأيك سديدا موفّقا (١).
بلا ذكر أيّ عذر له لتخلّفه عنه عليهالسلام ، ولا أي إعذار من أخيه الإمام له ، ولكن بلا دعوة منه ليكون معه.
نعي معاوية ، وابن عباس بمكة :
نقل ابن قتيبة : عن عتبة بن مسعود قال : كنّا بالمسجد الحرام ـ ولعلّه لعمرة رجب ـ إذ تلقّينا نعي معاوية ، فقمنا وأتينا إلى عبد الله بن عباس ، وكان على مكّة يومئذ خالد بن الحكم. فقلنا لابن عباس : يابن عباس أما علمت بالخبر؟ قال : ما هو؟ قلنا : هلك معاوية ... وجاء رسول خالد بن الحكم إلى ابن عباس : أن انطلق فبايع! فقال للرسول : أقرئ الأمير السلام وقل له : والله ما بقي فيّ ما تخافون منه (وكان قد عمي) فاقض ما أنت قاض ... قال عتبة الراوي : فما برحنا حتّى جاء رسول خالد فقال له : يقول لك الأمير : لا بدّ لك أن تأتينا! قال : فإن كان لا بدّ فلا بدّ مما لا بدّ منه! ثمّ نادى الجارية : يا نوار هلمّ ثيابي. وقال : وما ينفعكم إتيان رجل إن جلس (عن البيعة) لم يضركم؟ قال عتبة الراوي : فقلت له : أتبايع ليزيد وهو يشرب الخمر ويلهو بالقيان ويستهتر بالفواحش؟! فقال : وكم بعده من آت ممن يشرب الخمر
__________________
(١) تاريخ الطبري ٥ : ٣٤١ ، عن أبي مخنف ، والإرشاد ٢ : ٣٤ ـ ٣٥ ، والخوارزمي ١ : ١٨٨ عن ابن الأعثم وزاد وصيّة الإمام إلى أخيه ابن الحنفية : أمّا بعد فإنّي لم أخرج ... وفيها : وأسير بسيرة جدّي والخلفاء الراشدين بعده! وهذا «الراشدين» من المصطلحات التي روّج لها أحمد بن حنبل في القرن الثالث الهجري ، فلا سابقة له يومئذ!