عذيب الهجانات (١) :
مرّ الخبر عن تفادي قيس بن مسهر الصيداوي الأسدي ليخبر أهل الكوفة بقدوم الإمام إليهم ، فكأنّه انبعث منه ومن شهادته ابن عمّه عمر بن خالد الصيداوي الأسدي ومعه مولاه سعد وجابر بن الحارث السلماني ومجمّع بن عبد الله العائذي ، وبعث معهم نافع بن هلال الجملي فرسه على أن يلحقهم ، وكان الطرماح الطائي قد قدم من قومه طيّئ إلى الكوفة ليشتري لهم ، فصادفه هؤلاء وسألوه أن يصحبوه فيدلّهم على طريق تخلّصهم من شرطة ابن زياد والحصين بن تميم التميمي ، فخلّصهم منهم حتّى انتهوا إلى ما بين عسكر الحرّ والإمام عليهالسلام ، فتقدّم الحرّ إلى الإمام وأشار إلى هؤلاء النفر وقال : إنّ هؤلاء الذين هم من أهل الكوفة ليسوا ممّن أقبل معك ، فأنا رادّهم أو حابسهم!
فقال الإمام عليهالسلام : لأمنعنّهم مما أمنع منه نفسي ، إنّما هؤلاء أعواني وأنصاري ، وقد كنت أعطيتني أن لا تعرض لي بشيء حتى يأتيك كتاب من ابن زياد. فقال الحر : أجل ، ولكن لم يأتوا معك ، فقال الحسين عليهالسلام : هم أصحابي وبمنزلة من جاء معي ، فإن تممت على ما كان بيني وبينك وإلّا ناجزتك! فكفّ الحرّ عنهم. فأنشده بعضهم :
يا ناقتي لا تذعري من زجري |
|
وشمّري قبل طلوع الفجر |
بخير ركبان وخير سفر |
|
حتّى تحلّي بكريم النّجر |
الماجد الحرّ رحيب الصدر |
|
أتى به الله لخير أمر |
ثمّة أبقاه بقاء الدهر |
__________________
(١) كانت مراعي للخيل الهجان للنعمان ملك الحيرة ، وفيها مسلحة للفرس ؛ لأنّه كان حدّ سواد العراق ، وفيها جمع من بني تميم.