يا منصور أمت ، وأنت يا سفيان بن ليلى ويا قدامة بن مالك فنادوا : يالثارات الحسين عليهالسلام ودعا بدرعه وسلاحه فلبسها.
ويظهر أنّ ابن الأشتر كان يبايع للمختار ، فقال له : لو أنّي خرجت بمن معي من أصحابي حتّى آتي قومي فيأتيني من بايعني منهم ، ثمّ سرت بهم في نواحي الكوفة داعيا بشعارنا ، فيخرج إلينا من أراد الخروج معنا ، ويأتيك منهم من يقدر ، فإذا فرغت من هذا الأمر عجّلت إليك في الخيل والرجال؟
قال المختار : فاعجل في ذلك ، وإيّاك أن تسير فتقاتل أحدا إلّا أن يبدأك أحد بقتال (١).
إبراهيم يجمع من بايع ويقاتل بهم :
فخرج إبراهيم من عنده في كتيبته حتّى أتى قومه النخع من همدان فاجتمع إليه جلّ من كان بايعه ، فسار بهم في سكك الكوفة طويلا من الليل حتّى انتهى إلى مسجد السّكون من كندة ، وكان عليها زحر بن قيس الجعفي (الكندي) فقال إبراهيم : من صاحب الخيل في جبّانة كندة؟ فقيل له : زحر بن قيس ، فقال : انصرفوا بنا عنهم. وعجلت إليه خيل منهم بلا أمير ولا قائد ، فقال إبراهيم : اللهمّ إنّك تعلم أنّا غضبنا «لأهل بيت» نبيّك ، وثرنا لهم ، فانصرنا عليهم ، وتمّم لنا دعوتنا! فلمّا انتهى إليهم هو وأصحابه شدّ عليهم بهم فكشفوهم حتّى دخلوا جبّانة كندة ، وركب بعضهم بعضا ، كلمّا لقيهم دخل طائفة منهم في زقاق ، فقال لأصحابه : انصرفوا عنهم ، فانصرفوا يسيرون.
__________________
(١) تاريخ الطبري ٦ : ٢٠ ـ ٢١ عن أبي مخنف.