وأعاد ابن الأشتر لابن زياد :
روى الطبري ، عن الكلبي ، عن أبي مخنف قال : فرغ المختار من أهل الكناسة والسّبيع يوم الأربعاء (١) فما استراح ابن الأشتر إلّا يومين (الخميس والجمعة) فخرج يوم السبت (لستّ) بقين من ذي الحجّة سنة ستّ وستّين (٢).
وأخرج المختار معه من وجوه أصحابه وفرسانهم وذوي البصائر منهم ممّن قد شهد الحروب وجرّبها ، فخرج معه قيس بن طهفة على ربع أهل المدينة ، وعلى ربع مذحج وأسد عبد الله بن حيّة الأسدي ، وعلى ربع ربيعة وكندة الأسود بن جراد الكندي ، وعلى ربع تميم وهمدان حبيب بن منقذ الثوري الهمداني.
وكان موضع عسكر إبراهيم بموضع حمّام أعين ، ومنه شخص بعسكره ، وخرج معه المختار يشايعه حتّى بلغ دير عبد الرحمن بن امّ الحكم ، ومضى معه إلى قناطر رأس الجالوت فلمّا صار بين قنطرة دير عبد الرحمن وقناطر رأس الجالوت اكتفى وأراد أن ينصرف راجعا فوقف ثمّ قال لابن الأشتر : خذ عنّي ثلاثا :
خف الله في سرّ أمرك وعلانيته! وعجّل السير ، وإذا لقيت عدوّك فناجزهم ، فإن لقيتهم ليلا واستطعت أن لا تصبح حتّى تناجزهم! وإن لقيتهم نهارا فلا تنتظر بهم حتى تحاكمهم إلى الله. ثمّ قال له : هل حفظت ما أوصيتك به؟! قال : نعم. قال : صحبك الله. ثمّ انصرف راجعا (٣).
__________________
(١) تاريخ الطبري ٦ : ٥٧.
(٢) تاريخ الطبري ٦ : ٨١ ، والنصّ : لثمان بقين .. بينما ذكر وقعة يوم السّبيع : لستّ بقين .. فالصحيح العكس. راجع : ٣٣٨ الحاشية : ٣.
(٣) تاريخ الطبري ٦ : ٨١ ـ ٨٢ عن أبي مخنف ، وفيه خبر كرسيّ أخرجوه معهم في المشايعة يدعون حوله يستنصرون ، فقال إبراهيم : والذي نفسي بيده هذه سنة بني إسرائيل إذ عكفوا على عجلهم! اللهمّ لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء. ثمّ روى الطبري عن الكلبي