فقال الحسين عليهالسلام : كتب إليّ أهل مصركم هذا : أن أقدم. فأمّا إذ كرهوني فأنا أنصرف عنهم!
فانصرف الرجل إلى عمر فأخبره الخبر ، فقال عمر : إني لأرجو أن يعافيني الله من حربه وقتاله!
ثمّ كتب بذلك إلى ابن زياد (١) وفيه : «بسم الله الرحمنِ الرحيم ، أمّا بعد ، فإنّي حيث نزلت بالحسين بعثت إليه رسولي فسألته : عمّا أقدمه وماذا يطلب ويسأل؟ فقال : كتب إليّ أهل هذه البلاد وأتتني رسلهم فسألوني القدوم ففعلت ، فأمّا إذ كرهوني وبدا لهم غير ما أتتني رسلهم فأنا منصرف عنهم» فلمّا قرئ الكتاب قال ابن زياد :
الآن إذ علقت مخالبنا به |
|
يرجو النجاة ولات حين مناص |
ثمّ كتب ابن زياد إلى ابن سعد : بسم الله الرحمنِ الرحيم ، أمّا بعد ، فقد بلغني كتابك وفهمت ما ذكرت ، فاعرض على الحسين : أن يبايع ليزيد بن معاوية هو وجميع أصحابه ، فإذا فعل ذلك رأينا رأينا ، والسلام. فلمّا أتى عمر بن سعد الكتاب قال : قد حسبت أن لا يقبل ابن زياد العافية (٢).
لقاء ابن سعد بالإمام عليهالسلام :
كان قرظة بن كعب من الخزرج من أنصار النبيّ ثمّ الوصيّ حتّى مات بالكوفة سنة إحدى وخمسين (٣) وترك ابنين : عليّا وعمرا ، والتحق عليّ بعمر بن
__________________
(١) تاريخ الطبري ٥ : ٤١٠ ـ ٤١١ عن عوانة بن الحكم ، والإرشاد ٢ : ٨٤ ـ ٨٥.
(٢) تاريخ الطبري ٥ : ٤١١ عن أبي مخنف ، والإرشاد ٢ : ٨٦.
(٣) تقريب التهذيب ٢ : ١٢٤ برقم ٩٨ ، وانظر إبصار العين : ١٥٥.