كتب إليه من شيعته ، وكان منهم عزرة بن قيس الأحمسي ، وهو اليوم مع ابن سعد ، وما كان عمر منهم ولا يعرفهم ، فدعا عزرة الأحمسي وقال له : ائت الحسين فسله : ما الذي جاء به وماذا يريد؟ فاعتذر من ذلك.
وما كان هذا هو الوحيد منهم فيمن مع عمر ، فإنّه استعرض جمعا من الرؤساء الذين كاتبوا الإمام فكلّهم أبى وكرهه واستحيا منه أن يأتيه واعتذر! حتّى قام إليه كثير بن عبد الله الشعبي الهمداني فقال : أنا أذهب إليه. ثمّ أضاف : والله لو شئت لأفتكنّ به! فقال عمر : ما اريد أن تفتك به ، ولكن ائته فسله ما الذي جاء به؟
وكان الرجل من همدان وكان منهم مع الإمام عليهالسلام : أبو ثمامة الصائدي الهمداني فهو يعرف الرجل ، فلمّا رآه مقبلا إلى الإمام قال له : أبا عبد الله ؛ أصلحك الله ، قد جاءك شرّ أهل الأرض وأجرأهم على الدم وأفتكهم! ثمّ قام إلى الرجل وقال له : ضع سيفك! قال : لا ، ولا كرامة! إنّما أنا رسول ، فإن سمعتم منّي أبلغتكم ما ارسلت به إليكم ، وإن أبيتم انصرفت عنكم! فقال له : فإنّي آخذ بقائم سيفك ثمّ تكلّم بحاجتك. قال : لا والله ولا تمسّه! فقال له : أخبرني ما جئت به وأنا أبلّغه عنك ، ولا أدعك تدنو منه فإنّك فاجر! فسبّه الشعبي فاستبّا ، ثمّ انصرف إلى عمر وأخبره الخبر.
فدعا عمر بقرّة بن قيس الحنظلي التميمي وقال له : ويحك يا قرّة! الق حسينا فسله ما جاء به وماذا يريد؟ وهنا لأوّل مرّة نرى ذكر حبيب بن مظاهر الأسدي مع الإمام عليهالسلام بلا خبر عن كيفيّة وصوله إليه ، فلمّا رأى الإمام الرجل مقبلا إليه قال لمن معه : أتعرفون هذا؟ فقال حبيب : نعم ، هذا رجل تميمي من حنظلة ، وهو ابن اختنا ، ولقد كنت أعرفه بحسن الرأي (والعقيدة) وما كنت أراه يحضر هذا المحضر!
وجاء الرجل حتّى سلّم على الحسين عليهالسلام وأبلغه رسالة عمر بن سعد إليه.