وأكظّها وأفضعها ، وأمرّها وأفدحها! فعند الله نحتسب ما أصابنا وما بلغ بنا ، فإنّه عزيز ذو انتقام (١).
وكأنّ الوصي عليهالسلام كان قد رأى من اقتدائه بالنبيّ صلىاللهعليهوآله في زيجاته الائتلافية أن يصاهر أولاد الزبير وطلحة ، فزوّج الحسن عليهالسلام ابنته أمّ الحسن لعبد الله بن الزبير! وتزوّج هو ابنة طلحة امّ إسحاق ورزق منها طلحة (٢) لكنّه مات صغيرا ، وكانت امّ إسحاق حسنة السلوك مع الحسن عليهالسلام فأوصى أخاه الحسين عليهالسلام أن يتزوّجها فتزوّجها بعده ، فرزق منها ابنته فاطمة (٣).
وكانت في السبايا ، فلمّا عادت إلى المدينة زارها أخوها إبراهيم بن طلحة ، وكأنّه اغتنمها فرصة للشماتة بعليّ بن الحسين عليهماالسلام فتجرّأ بسوء الأدب وقال له : يا عليّ بن الحسين ، من غلب؟! فذكّره الإمام بما ذكّر به يزيد في كلامه له بالشام قال : إذا أردت أن تعلم من غلب فإذا دخل وقت الصلاة فأذّن وأقم (٤) فيعرف الغالب بالباقي ذكره فيهما!
ابن الزبير وقتل الحسين عليهالسلام :
روى الطبري عن أبي مخنف قال :
__________________
(١) كتاب الملهوف على قتلى الطفوف لابن طاووس : ١٧٧ ـ ١٨٢.
(٢) أنساب الأشراف ٣ : ٧٨ ، الحديث ٨٤.
(٣) المعارف لابن قتيبة : ٢٣٣.
(٤) أمالي الطوسي : ٦٧٧ ، المجلس ٣٧ ، الحديث ١١ بسنده عن الصادق عليهالسلام ، هذا ، ولا نجد في أبناء طلحة إبراهيم ، وإنما هو ابن محمد بن طلحة القتيل يوم الجمل ، كما في المعارف لابن قتيبة : ٢٣١ ـ ٢٣٣ وعليه فهو ابن أخي أم إسحاق وهي عمّته. ويعلم من خبر الصادق عليهالسلام أنه اشتهر بنسبته إلى جدّه طلحة.