ـ وإمّا أن تسيّروني إلى أيّ ثغر من ثغور المسلمين شئتم ، فأكون رجلا من أهله لي ما لهم وعليّ ما عليهم.
ـ وإمّا أن أضع يدي في يد يزيد بن معاوية فيرى رأيه فيما بيني وبينه!
وتحدّث الناس يزعمون أنّ حسينا عليهالسلام قال لابن سعد : اخرج معي إلى يزيد بن معاوية وندع العسكرين!
فقال عمر : إذن تهدم داري! قال : أنا أبنيها لك! قال : وتؤخذ ضياعي! قال : إذن اعطيك خيرا منها من مالي بالحجاز! فتكرّه عمر ذلك.
تحدّث الناس بذلك وشاع فيهم من غير أن يكونوا قد سمعوا من ذلك شيئا ولا علموه (١).
وبعد مقتل الإمام عليهالسلام لما كان مولاه الذي أفلت من القتل معه : عقبة بن سمعان يسمع ذلك يقول : لقد خرجت مع الحسين من المدينة إلى مكّة ومن مكّة إلى العراق ولم افارقه حتّى قتل ، وليس من مخاطبة الناس له بكلمة بالمدينة ولا بمكّة ولا في الطريق ولا بالعراق ولا في عسكره إلى يوم مقتله ، إلّا سمعتها! ألا والله ما أعطاهم ما يتذاكر الناس وما يزعمون : من أن يضع يده في يد يزيد بن معاوية ، ولا أن يسيّروه إلى ثغر من ثغور المسلمين! ولكنّه قال : دعوني فلأذهب في هذه الأرض العريضة ، حتّى ننظر إلى ما يصير أمر الناس (٢).
جواب ابن زياد لابن سعد :
وتحدّث بعض الناس : أن حسينا عليهالسلام وابن سعد يجلسان بين العسكرين فيتحدّثان كلّ الليل! وبلغ ذلك إلى شمر بن ذي الجوشن الضّبابي الكلابي ،
__________________
(١) تاريخ الطبري ٥ : ٤١٣ عن أبي مخنف ، والإرشاد ٢ : ٨٧ نقل الكتاب فحسب.
(٢) تاريخ الطبري ٥ : ٤١٣ ـ ٤١٤ عن أبي مخنف ، وليس في الإرشاد!