وكانت نسخة الكتاب : أمّا بعد ، فإنّ الله اصطفى محمدا صلىاللهعليهوآله على خلقه ، وأكرمه بنبوّته واختاره لرسالته ، ثمّ قبضه الله إليه وقد نصح لعباده وبلّغ ما ارسل به صلىاللهعليهوآله. وكنّا أهله وأولياءه وأوصياءه وورثته وأحقّ الناس بمقامه في الناس ، فاستأثر علينا قومنا بذلك! فرضينا وكرهنا الفرقة وأحببنا العافية ، ونحن نعلم أنّا أحقّ بذلك الحقّ المستحقّ علينا ممّن تولّاه ، وقد أحسنوا وأصلحوا وتحرّوا الحقّ (١).
وقد بعثت إليكم رسولي بهذا الكتاب ، وأنا أدعوكم إلى كتاب الله وسنّة نبيّه صلىاللهعليهوآله ، فإنّ السنّة قد اميتت وإنّ البدعة قد احييت! وإن تسمعوا قولي وتطيعوا أمري أهدكم سبيل الرشاد! والسلام عليكم ورحمة الله.
فلمّا وصل سليمان مولى الحسين عليهالسلام بكتابه إلى اولئك النفر وقرؤوه كتموه ، إلّا المنذر العبدي فإنّه خشي أن يكون صهره ابن زياد قد دسّ إليه ذلك ليختبره ، وكان ابن زياد قد تلقّى أمر يزيد ليرحل إلى الكوفة ، وكان وصول المولى إليهم قبيل رحيله ، فأسر المنذر المولى سليمان وسلّمه وكتابه إليه إلى صهره ابن زياد ، فقدّمه لجلاوزته لقتله ، وصعد المنبر (٢).
جمع العراقيين لابن زياد :
كان يزيد عاتبا على ابن زياد ، وكان لمعاوية مولى (روميّ) يدعى سرجون يستشيره ، فلمّا أتت كتب الثلاثة من الأمويّين في الكوفة إلى يزيد دعا مولاه سرجون وأقرأه كتبهم ثمّ قال له : فما ترى؟ من استعمل على الكوفة؟
__________________
(١) هذا إنما بالنسبة إلى من بعد علي عليهالسلام.
(٢) تاريخ الطبري ٥ : ٣٥٧ عن أبي مخنف.