وقتال الخوارج الأزارقة وغيرهم :
قال اليعقوبي : وألحّ الحجّاج في قتال الأزارقة فجادّهم المهلّب بن أبي صفرة الأزدي فما زال يهزمهم من منزل إلى منزل حتّى انتهى بهم إلى سجستان فقتل هناك من رؤسائهم عطيّة بن الأسود الحنفي التميمي. وصاروا إلى كرمان مع رئيسهم قطريّ بن فجاءة ، ثمّ عثروا على كذبة منه فاستتابوه فأبى أن يوجب على نفسه التوبة فخلعوه! فلما امتنع أن يجيبهم إلى التوبة فيوجد لهم السبيل إلى خلعه. كان في جمعه رجلان يسمّيان بعبد ربّه وقع بأسهم بينهم وانحاز كل واحد منهما في جيش مخالفا لقطري ، فقصد المهلّب عبد ربّه الصغير حتّى قتله ، ثمّ قصد عبد ربّه الكبير وفرّق جمعه.
ولكن بقي مع ذلك قطريّ في اثنين وعشرين ألفا! فصاروا إلى طبرستان ، فأرسل إلى إصبهبدها يسأله أن يدخل بلاده فسمح له وفعل ، فلمّا سمن دوابّهم وبرئ جرحاهم عرض قطري الإسلام على الإصبهبد أو يؤدّي الجزية صاغرا وأنه لا يجوز في ديننا غير هذا! فخرج الإصبهبد يحاربه فانهزم إلى سفيان بن الأبرد الكلبي وهو يومئذ عامل الريّ وقد تهيّأ لقتال الأزارقة ، فأدخله إلى طبرستان من طريق مختصرة. فقتل قطريّا وبعث برأسه إلى الحجّاج سنة (٧٩ ه) (١).
وكان على البحرين زياد بن الربيع الحارثي الهمداني فعزله زياد وولّى محمّد بن صعصعة الكلابي على البحرين وعمان ، ومن قرية طاب من قرى الخط (القطيف اليوم) بالبحرين خرج عليه الريان النكري ومعه جيداء الأزديّة فهرب منه الكلابي ، فبعث الحجّاج يزيد بن أبي كبشة فلقي النكري في ميدان الزارة فقتل الريان وجيداء وعامة أصحابهما (٢).
__________________
(١) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٢٧٥ ـ ٢٧٦.
(٢) تاريخ خليفة : ١٧٤ ـ ١٧٥.