ومع هذا لم يعدم من تملّق له فنقل لعمر بن عبد العزيز قولا عن يزيد ولقّبه بأمير المؤمنين! فأنكر عليه عمر وقال له : أتقول له أمير المؤمنين؟! ثمّ أمر أن يضرب عشرين سوطا! فضرب (١).
يزيد ، وبنو زياد :
إزداد زياد من الأزواج والأولاد ، فقد ذكروا له أكثر من أربعين : أكثر من عشرين بنتا وعشرين بنين (٢) عبيد الله على العراقين ، وأخوه عبد الرحمان على خراسان ، وأخوه عبّاد على سجستان في ثغر البلاد. وقد مرّ الخبر عن تولية عبيد الله البصرة لمّا وفد على معاوية ، فاليوم وفد أخوه سلم على يزيد بعد قتل الحسين عليهالسلام ، وهو ابن أربع وعشرين سنة ، وكأنّ يزيد أحبّ أن يلقي بأسهم بينهم فقال له : اولّيك عمل أخويك عبد الرحمان وعبّاد؟ فقال : ما أحبّ أمير المؤمنين! فولّاه خراسان وسجستان.
وكان ابن زياد كأنّه عاد من الشام بعد الكوفة إلى البصرة ، فقدم عليه أخوه سلم بكتاب يزيد إليه بنخبة ألفي رجل ـ إلى ستة آلاف ـ لسلم ، فكان سلم ينتخب الوجوه والفرسان لديوانه خلقا كثيرا من فرسان البصرة وأشرافهم. ووجّه أخاه يزيد بن زياد إلى سجستان ، وكان عبيد الله يحبّ عبّادا فكتب إليه يخبره بولاية سلم ، فقسّم عبّاد ما في بيت ماله وخرج من سجستان وخرج منها إلى جيرفت ثمّ إلى فارس حتّى قدم على يزيد بن معاوية وأخبره بتقسيمه ما أصاب بين الناس ، فلم يؤاخذه!
__________________
(١) تاريخ الخلفاء : ٢٤٨ ـ ٢٤٩.
(٢) المعارف لابن قتيبة : ٣٤٧.