عازب الأسدي ، وإن هلك فأميركم عبد الله بن ضمرة ، فإن هلك فأميركم سعر الحنفي. ثمّ أمرهم أن يضعوا له سريرا فيضعوه عليه بين الرجال ، ثمّ قال لهم : قدّموني في الرجال وابرزوا لهم بالعراء ثمّ إن شئتم فقاتلوا عن أميركم أو إن شئتم ففرّوا فهزمهم ، وحمل ورقاء بن عازب الأسدي بخيله فهزمهم وبقي قائدهم ابن المخارق وقد فارقه أصحابه وهو نازل يناديهم ، وحمل عليه عبد الله بن ورقاء الأسدي وعبد الله بن ضمرة العذري فقتلاه ، فلم يرتفع الضحى حتّى هزموهم وحووا معسكرهم (١).
وكان من مخاريق ابن المخارق هذا لقومه أن قال لهم : يا أهل الشام ؛ إنّكم إنّما تقاتلون «العبيد الأبّاق» وقوما قد خرجوا من الإسلام وتركوه! «لا ينطقون العربيّة» وليست لهم بقيّة (٢)!
وعادوا في عيد الأضحى :
مرّ الخبر أنّ ابن زياد زوّد ابن المخارق بثلاثة آلاف ، وأعقبه بعده بيوم بثلاثة آلاف آخرين مع عبد الله بن حملة الخثعمي فكان بعده بمسيرة ساعة ، فروى أبو مخنف عن أبي كبشة عمرو القيني الشامي أنّه كان مع ابن المخارق ، فلمّا انهزموا على مسيرة ساعة من قرية بنات تلى قال : التقينا بعسكر ابن حملة الخثعمي ، فردّنا معه حتّى نزل في بنات تلى مواجها لعسكر يزيد بن أنس الأسدي الكوفي ، فبتنا ليلة عيد الأضحى متحارسين حتّى أصبحنا فصلّينا الصبح ، ثمّ تعبّأنا ، فجعل على ميمنته الزبير بن خزيمة الخثعمي وعلى ميسرته ابن اقيصر القحافي الخثعمي والتزم هو بالخيل والرجال ، واقتتلنا قتالا شديدا فتطاردت
__________________
(١) تاريخ الطبري ٦ : ٣٨ ـ ٤١ عن الكلبي ، عن عوانة ، وعن أبي مخنف.
(٢) تاريخ الطبري ٦ : ٤٢ عن أبي مخنف ، والنص : ليست لهم تقيّة!