فأجابه : يأتي يوم القيامة جدّه وأبوه وأمّه فيشفعون فيه ، ويأتي جدّك وأبوك وأمّك فيشفعون فيك! فغضب ابن زياد وأقامه من المجلس (١).
السبايا في مجلس ابن زياد :
ثمّ أدخلوا عيال الحسين عليهالسلام ، أخواته ونساءه وصبيانه على ابن زياد ، وكانت زينب ابنة فاطمة تنكّرت بأن لبست أرذل ثيابها ، وكان لها معها إماء حففن بها حولها فدخلت وجلست بينهنّ وهنّ قمن حولها ، ورآها كذلك ابن زياد فقال : من هذه الجالسة؟ فلم تكلّمه ولا إماؤها حتّى قال ذلك ثلاثا ، فقال بعض إمائها : هذه زينب بنت فاطمة!
فقال لها ابن زياد : الحمد لله الذي فضحكم وقتلكم! وأكذب احدوثتكم!
فأجابته : الحمد لله الذي أكرمنا بمحمّد صلىاللهعليهوآله وطهّرنا تطهيرا (٢) ، لا كما تقول أنت! إنّما يفتضح الفاسق! ويكذّب الفاجر!
فسألها : فكيف رأيت صنع الله بأهل بيتك؟!
فأجابته : كتب عليهم القتل فبرزوا إلى مضاجعهم (٣) وسيجمع الله بينك وبينهم فتحاجّون إليه وتخاصمون عنده (٤)!
فغضب ابن زياد واستشاط غضبا وقال لها : قد أشفى الله نفسي من طاغيتك والعصاة المردة من أهل بيتك!
__________________
(١) تذكرة الخواص ٢ : ١٨٦ بتحقيق تقي زاده ، نقله السبط عن الشعبي.
(٢) إشارة إلى الآية ٣٣ من الأحزاب.
(٣) اقتباس من الآية ١٥٤ من آل عمران.
(٤) وليس في المصادر الأولى المعتبرة : ما رأيت إلّا جميلا ، ولا : فانظر لمن الفلج يومئذ ثكلتك امّك يابن مرجانة!