لأنفسنا خاصّة ولجميع إخواننا عامّة ، فقدمنا على «المهديّ» ابن عليّ عليهالسلام فسألناه عن حربنا هذه وعمّا دعانا إليه المختار. فأمرنا بمظاهرته ومؤازرته وإجابته إلى ما دعانا إليه (هكذا بتخصيص العامّ من كلام ابن الحنفية) فأقبلنا طيّبة أنفسنا منشرحة صدورنا ، قد أذهب الله منها الشكّ والغلّ والريب ، واستقامت لنا بصيرتنا في قتال عدوّنا. فليبلّغ ذلك شاهدكم غائبكم واستعدّوا وتأهّبوا. ثمّ سكت وجلس وقام من كان معه منهم وصدّقه بنحو كلامه.
فاستجمعت له «الشيعة» وحدبت عليه (١) بفضل فعل الشبامي الهمداني.
ودعت همدان سيّدها إبراهيم :
كان ابن شريح من شبام همدان الذي شبّ لتأكيد أمر المختار بادّعاء تأييد ابن الحنفية له ، ويغلب على ظنّي أنّ شبام همدان شاءت إلى جانبها النخع من همدان من خلال فتاها الشريف إبراهيم بن الأشتر النخعي ، وإن كان الشعبي الهمداني ينسب اقتراح دعوته على المختار إلى عبد الله بن شدّاد وعبد الله بن كامل وأحمر بن شميط الأحمسي ويزيد بن أنس الأسدي أنّهم توافقوا فيما بينهم أن يقترحوا على المختار دعوة ابن الأشتر ، فقالوا له : إنّ أشراف أهل الكوفة سيجتمعون على قتالك مع ابن مطيع العدوي ، فإن جامعنا على أمرنا إبراهيم بن الأشتر رجونا القوة على عدوّنا بإذن الله ، وأن لا يضرّنا خلاف من يخالفنا ؛ فإنّه فتى بئيس (قويّ البأس) وابن رجل شريف بعيد الصيت ، وله عشيرة ذات عزّ وعدد!.
فقال لهم المختار : فالقوه فادعوه ، وأعلموه الذي أمرنا به (كذا) من الطلب بدم الحسين عليهالسلام وأهل بيته.
__________________
(١) تاريخ الطبري ٦ : ١٤ ـ ١٥ عن أبي مخنف.