ومصير ابن الأشعث الانتحار :
قال اليعقوبي : مضى منهزما لا يلوي على شيء إلى زرنج من سجستان ، وكان عليها عبد الله بن عامر فمانعه من دخولها ، فمضى إلى بست ، وكان عليها عياض بن عمرو فدبّر أن يغدر به فيتقرّب به الحجّاج فأدخلهم ... ثمّ صار إلى رتبيل صاحب تلك البلاد فوفى له رتبيل بما كان بينهما فأقام عنده في أمن وسلامة ... في أربعة آلاف من أصحابه.
وبلغ الحجّاج ذلك فدعا عمارة بن تميم اللخمي وكتب معه إلى رتبيل يأمره أن يوجه إليه ابن الأشعث وإلّا فإنّه يوجه إليه بمئة ألف مقاتل! ووجّهه إليه ، فلم يفعل ... فعاد عمارة وأقام بمدينة بست. وهرب عبيد بن أبي سبيع من عند رتبيل فصار إلى عمارة بن تميم في بست وقال له : تجعلون لي شيئا وتكفّون عن رتبيل وتصالحونه ويسلّم إليكم ابن الأشعث. فكتب عمارة بذلك إلى الحجّاج فوافق الحجّاج ، فكتب عمارة لعبيد عهودا وختمها بخاتمه ، فأخذها عبيد وعاد بها على رتبيل فلم يزل يرغّبه مرّة ويرهبه اخرى حتّى أجابه إلى أخذ ابن الأشعث فأخذه وأخاه وجماعة معه ، وقيّدهم وحملهم معهم في الحديد إلى الحجّاج. وكان عبد الرحمان قد قيّد مع رجل يقال له أبو العنز ، وكان الفصل حارّا فأصعدوهم في الرخّج إلى سطح دار ، فرمى بنفسه ـ وصاحبه ـ من فوق السطح فماتا جميعا فاحتزوا رأس ابن الأشعث وحمل إلى الحجّاج ، فحمله الحجّاج إلى عبد الملك (١) ووجّه به عبد الملك إلى أخيه عبد العزيز في مصر وذلك في سنة (٨٣ ه) (٢).
__________________
(١) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٢٧٨ و ٢٨٩.
(٢) تاريخ خليفة : ١٨٢ ـ ١٨٣ والتنبيه والإشراف : ٢٧٣.