ثمّ قال لشمر : اخرج بهذا الكتاب إلى عمر بن سعد ، فليعرض على الحسين وأصحابه النزول على حكمي! فإن فعلوا فليبعث بهم إليّ سلما! وإن هم أبوا فليقاتلهم ، فإن فعل فاسمع له وأطع ، وإن هو أبى فقاتلهم فأنت أمير الناس! وثب عليه فاضرب عنقه وابعث إليّ برأسه (١)!
وكان من الكلابيين الحاضرين عبد الله بن أبي المجل (بالجيم) حزام الكلابي خال العباس بن علي وإخوته من أم البنين بنت حزام (٢) فاتّفق مع ابن ذي الجوشن وقاما إلى ابن زياد فقال له عبد الله : أصلح الله الأمير! إنّ بني اختنا مع الحسين ، فإن رأيت أن تكتب لهم أمانا فعلت! فقال ابن زياد : نعم ، ونعمة عين! ثمّ أمر كاتبه أن يكتب لهم أمانا ففعل وأعطاه لابن حزام ، فبعث به مع مولاه كزمان مع ابن ذي الجوشن (٣).
قدوم الكلابي إلى كربلاء :
أقبل شمر بكتاب ابن زياد إلى ابن سعد ، فلمّا قدم عليه وقدّم له الكتاب وقرأه قال له : ويلك! ما لك؟! لا قرّب الله دارك! وقبّح الله ما قدمت به عليّ! والله لأظنّك أنت ثنيته أن يقبل ما كتبت به إليه ، وأفسدت علينا أمرا كنّا رجونا أن يصلح ، والله إنّ حسينا لا يستسلم! إن نفسا أبيّة لبين جنبيه!
وكانت مظنّة ابن سعد صادقة في شمر فلم يردّ عليه في ذلك بل قال له : أخبرني ما أنت صانع؟! أتمضي لأمر أميرك وتقتل عدوّه؟! وإلّا فخلّ بيني وبين
__________________
(١) تاريخ الطبري ٥ : ٤١٤ عن أبي مخنف.
(٢) انظر قاموس الرجال ١٢ : ١٩٥ برقم ٢١ ، ولم تذكر المصادر المعتبرة لها اسما سوى ام البنين.
(٣) تاريخ الطبري ٥ : ٤١٥ عن أبي مخنف.