والطائي قاتل العباس :
كان عديّ بن حاتم الطائي حيّا بالكوفة ، لم يقم مع المختار ولا عليه ، وخرج نفر من قومه على المختار يوم جبّانة السّبيع فاسروا فشفع فيهم عديّ إلى المختار فشفّعه وأطلقهم لم يكونوا شركوا في دم الحسين عليهالسلام ولا أهل بيته. ورفع للمختار : أنّ حكيم بن الطفيل الطائي كان أصاب صلب العباس بن عليّ ، فبعث المختار إليه عبد الله بن كامل الشاكري الهمداني فأخذه مكتوفا وأقبل به ، فذهب أهله إلى عديّ بن حاتم فاستغاثوا به فلحقهم في طريقهم وشفع فيه إلى ابن كامل فقال : إنّما ذلك إلى المختار. فمضى عدي إلى المختار. فقال من مع الشاكري من «الشيعة» : إنّا نخاف أن يشفّع الأمير عديّ بن حاتم في هذا الخبيث وله من الذنب ما قد علمت ، فدعنا نقتله! قال : شأنكم به!
فلمّا انتهوا به إلى دار العنزيين ، نصبوه مكتوفا وقالوا له : سلبت ابن عليّ ثيابه! والله لنسلبنّ ثيابك وأنت حيّ ترى! فنزعوه ثيابه! ثمّ قالوا له : رميت حسينا واتّخذته غرضا لنبلك وقلت : إنّه لم يضرّه وإنّما تعلّق بسرباله! فايم الله لنرمينّك كما رميته بنبال ، يجزيك ما يتعلق بك منها. فرموه رشقا واحدا ، فأصبح كالقنفذ من كثرة النبال فخرّ ميتا (١).
وقاتل عليّ بن الحسين عليهالسلام :
وكان قاتل عليّ بن الحسين الأكبر عليهالسلام : مرّة بن منقذ بن النعمان العبدي من عبد القيس ، فبعث المختار إليه عبد الله بن كامل الشاكري الهمداني فأتاه
__________________
(١) تاريخ الطبري ٦ : ٦٢ ـ ٦٣.