بالنبل والنشّاب والحجارة. وأقاموا عليهم أشهرا حتّى نفدت أطعمتهم واشتدّ عليهم الحصار وأصابهم الجهد الشديد! فخطبهم عتاب وعاتبهم فأعدّهم للخروج في الصباح.
ثمّ إنّه حين أصبح خرج بهم على راياتهم فصبّحهم في معسكرهم وهم آمنون فشدّ عليهم حتّى انتهى إلى ابن ماحوز فقاتل بأصحابه حتّى قتل. وعاد عتّاب فدخل المدينة.
وانحاز الخوارج إلى قطريّ بن الفجاءة فبايعوه ، فارتحل بهم إلى كرمان فأقام بها حتّى اجتمع إليه جمع كثير! واجتبى الأموال وأكل الأرض ثمّ عاد إلى إصفهان ثمّ إلى إيذة فإلى الأهواز فأقام بها.
فكتب الحارث إلى مصعب يخبره : أنّ الخوارج قد خرجوا إلى الأهواز ، وأنّه ليس لهم إلّا المهلّب الأزدي.
فبعث إلى المهلّب وهو على الموصل والجزيرة فأمره بالمسير إلى الخوارج وقتالهم ، فجاء إلى البصرة.
وبعث إلى عمله إبراهيم بن الأشتر (١) فكأنّه وفى له اليوم بما وعده بعد قتل المختار ، بعد أكثر من سنة.
وفيات بعض الأعلام وابن العباس :
في عهد المختار في سنة (٦٦ ه) مات عدي بن حاتم الطائي ، ومن الصحابة زيد بن أرقم الأنصاري كلاهما بالكوفة. وفي (٦٧ ه) مات الأحنف التميمي البصري بالكوفة مع المصعب فصلّى عليه ومشى في جنازته بغير رداء!
__________________
(١) تاريخ الطبري ٦ : ١١٩ ـ ١٢٧ عن أبي مخنف.