وفي (٦٨ ه) بالمدينة : أبو واقد الحارث بن مالك الليثي ، وأبو شريح خويلد بن عمرو الخزاعي الكعبي ، وزيد بن خالد الجهني وجابر بن عبد الله الأنصاري الخزرجي.
وعامل المدينة عن ابن الزبير جابر بن الأسود الزهري فطلب سعيد بن المسيّب التابعي على بيعة ابن الزبير فأبى فضربه ستّين أو سبعين سوطا.
ومات بالطائف : أبو العباس عبد الله ابن العباس (١).
قال اليعقوبي : وهو ابن إحدى وسبعين سنة ، وحضره محمّد بن الحنفيّة فصلّى عليه ، ودفن في مسجد جامعها ، وضرب عليه فسطاط. وكان له خمس بنين أكبرهم العباس الأعنق ، ومحمّد ، والفضل ، وعبد الرحمان ، وعلي وهو أصغرهم سنّا وتقدّم لنبله.
نقل ذلك اليعقوبي وأرسل عنه قال : أردفني رسول الله فقال لي : يا غلام! ألا اعلّمك كلمات ينفعك الله بهنّ؟ قلت : بلى يا رسول الله! قال : جفّ القلم بما هو كائن ؛ ولو جهد الخلق على أن ينفعوك بشيء لم يكتبه الله لم يقدروا عليه ، ولو جهدوا على أن يضرّوك بشيء لم يكتبه الله عليك لم يقدروا! فعليك بالصدق واليقين. وإن في الصبر على ما تكره خيرا كثيرا ، واعلم أن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب ، و «إنّ مع العسر يسرا» وإذا سألت فاسأل الله ، وإذا استغنت فاستعن بالله ، واذكر الله في الرخاء يذكرك في الشدّة ، واحفظ الله تجده أمامك ، واحفظ الله يحفظك (٢).
وقال المسعودي : وكان يخضّب شيبه بالحنّاء وله وفرة شعر طويلة ، وقد ذهب بصره لبكائه على عليّ والحسن والحسين عليهمالسلام وهو الذي يقول :
__________________
(١) تاريخ خليفة : ١٦٤ ـ ١٦٥.
(٢) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٢٦٢ ـ ٢٦٣.