منهم خمسة أو أربعة من صلب زيد بن ثابت الأنصاري ، ومن سائر الناس نحو من أربعة آلاف (١) والأخير أولى.
وفي الجزري : كان في من قتل يوم الحرّة : ابنان لزينب بنت أبي سلمة المخزومية (بنت امّ سلمة) فحملا مقتولين فوضعا بين يديها ، فاسترجعت وقالت : والله إنّ المصيبة فيهما عليّ لكبيرة ، وهي عليّ في هذا أكبر من ذاك ؛ لأنّه جلس في بيته فدخل عليه فقتل مظلوما! وأمّا الآخر فإنّه بسط يده وقاتل ، فلا أدري على ما هو (٢)؟
وقالوا : لقد مكث النوح على أهل الحرّة في الدور سنة لا يهدؤون! وقال الأعرج : كان الناس قبل الحرّة لا يلبسون المصبوغ (الأسود) من الثياب فلمّا قتل الناس بالحرّة استحبّوا أن يلبسوها (٣).
كتاب ابن عقبة إلى ابن معاوية :
مرّ عن الدينوري أنّه خالف المعروف في تسمية قتال أهل المدينة بالحرّة ، فلم يذكر في الحرّة إلّا نزول جيش الشام ، ثمّ إحاطتهم بخندق المدينة ثمّ اقتحامه بدلالة رجل من بني حارثة ، وانفرد ـ فيما نجد ـ بذكر كتاب لمسلم المرّي إلى أميره يزيد مع هذا الرجل الحارثي ، وفيه أيضا لم يذكر إلّا مثل ذلك : «لعبد الله يزيد بن معاوية أمير المؤمنين! من مسلم بن عقبة ، سلام عليك يا أمير المؤمنين! ورحمة الله وبركاته ، فإنّي أحمد إليك الله الذي لا إله إلّا هو. أمّا بعد تولّي الله حفظ أمير المؤمنين! والكفاية له : فإنّي اخبر أمير المؤمنين! أبقاه الله :
__________________
(١) الإمامة والسياسة ٢ : ١٠.
(٢) عنه في قاموس الرجال ١٢ : ٢٦١ برقم ١١٣ ، وتحريفه في تاريخ خليفة : ١٤٩.
(٣) الإمامة والسياسة ١ : ٢٢٠.