وروى الكليني عن الصادق عليهالسلام قال : اعتمر الحسين عليهالسلام في ذي الحجّة ثمّ راح يوم التروية إلى العراق (١) وقال المفيد : أحلّ من إحرامه عمرة ولم يتمكّن من تمام الحجّ مخافة أن يقبض عليه بمكّة فينفذ إلى يزيد ، فخرج مبادرا بأهله وولده ومن انضمّ إليه من شيعته ، يوم خروج مسلم (٢) في الكوفة.
وفي حدود الحرم :
وجاءت هذه المخافة بصراحة الإمام عليهالسلام لهمّام بن غالب التميمي البصري الشاعر المعروف بالفرزدق ، لمّا لقيه حين دخل الحرم فرأى قافلة تخرج فسأل عنها : لمن هذا القطار؟ فقيل : للحسين بن علي عليهالسلام وكان الفرزدق يسوق بعير أمّه ، وكانت له مسائل في المناسك ، فتركها وأتى الإمام فسلّم عليه وهو على راحلته وقال : يابن رسول الله بأبي أنت وأمّي ما أعجلك عن الحجّ؟! فقال : لو لم أعجل لاخذت! ثمّ قال له : أخبرني عن الناس خلفك؟ فقال له : الخبير سألت ؛ قلوب الناس معك وأسيافهم عليك ، والقضاء ينزل من السماء والله يفعل ما يشاء!
فقال عليهالسلام : صدقت ، لله الأمر ، وكلّ يوم ربّنا في شأن ، فإن نزل القضاء بما نحبّ نحمد الله على نعمائه وهو المستعان على أداء الشكر ، وإن حال القضاء
__________________
(١) فروع الكافي ٤ : ٥٣٥ ، الحديث ٤ ، وعنه في وسائل الشيعة ١٤ : ٣١١ ، الباب ٧ من أبواب العمرة ، الحديث ٣.
(٢) الإرشاد ٢ : ٦٧ ، وعنه في إعلام الورى ١ : ٤٤٥ الطبعة المحقّقة كذلك : تمام الحجّ ، أي حجّا تامّا ، وليس : إتمام الحجّ ، أي كان متلبّسا بالحجّ! كذا جاء خطأ في الطبعات السابقة ، وعنها في حياة الحسين عليهالسلام (للقرشي) ٣ : ٥٠.