فكتب إليه معاوية : أما بعد ، فقد بلغني كتابك وفهمت ما ذكرت فيه من أمر الحسين.
فإيّاك أن تعرض للحسين في شيء! واترك حسينا ما تركك ، فإنا لا نريد أن نعرض له في شيء ما وفي ببيعتنا ولم ينازعنا سلطاننا ، فاكمن عليه ما لم يبدلك صفحته ، والسلام.
وكتب معاوية إلى الحسين عليهالسلام ما ذكر (١).
جواب الحسين عليهالسلام ومن معه :
فلمّا وصل الكتاب إلى الحسين عليهالسلام كتب إليه : أما بعد ، فقد بلغني كتابك ، تذكر أنه قد بلغك عنّي أمور أنت لي عنها راغب. وأنا بغيرها عنك جدير. فإنّ الحسنات لا يهدي لها ولا يسدّد إليها إلّا الله.
وأما ما ذكرت أنه انتهى إليك عنّي ... فإنه إنّما رقّاه إليك الملّاقون والمشاؤون بالنميم ، فما أريد لك حربا ولا عليك خلافا ، وايم الله إنّي لخائف الله في ترك ذلك! وما أظنّ الله راضيا بترك ذلك ، ولا عاذرا بدون الإعذار فيه إليك وفي أوليائك القاسطين الملحدين ، حزب الظلمة وأولياء الشياطين.
ألست القاتل حجر بن عدي أخاكندة ، والمصلّين العابدين الذين كانوا ينكرون الظلم ، ويستعظمون (ويستفظعون) البدع ، ولا يخافون في الله لومة لائم ، ثمّ قتلتهم ظلما وعدوانا! من بعد ما كنت أعطيتهم الأيمان المغلّظة والمواثيق المؤكّدة (أن) لا تأخذهم بحدث كان بينك وبينهم ، ولا بإحنة (حقد) تجدها في نفسك (٢).
__________________
(١) اختيار معرفة الرجال : ٤٧ ، ٤٨ ، الحديث ٩٧ و ٩٨.
(٢) إنما سبق هذا العهد في قرار التحكيم في صفين ، ثمّ في عهد الصلح مع الحسن عليهالسلام لا غيرهما.