وفرّ عمرو بن الحجّاج الزبيدي إلى طريق الحجاز فلم يعثر عليه ، وأخبر حجّار بن أبجر ويزيد بن الحارث بن رويم الشيبانيان بهزيمة أهل اليمن فانصرفا بأصحابهما إلى بيوتهم (١) وانجلت الوقعة عن سبعمئة وثمانين قتيلا من الهمدانيين وغيرهم (٢)! بما فيهم المئتان والخمسون من الأسرى ... وكانت الوقعة يوم الأربعاء (لثمان) ليال بقين من ذي الحجّة سنة ستّ وستّين (٣).
والشعراء يتّبعهم الغاوون :
قتل المختار مئتين وثمانية وأربعين رجلا من الأسرى الخمسمئة ، ممن أعلموه أنّه ممن شهد قتل الحسين عليهالسلام ، ثمّ أخذ المواثيق على من بقي من الأسرى فأعتقهم ، إلّا شاعرهم سراقة بن مرداس البارقي الهمداني فإنّه أمر أن يساق معه إلى المسجد (٤).
ثمّ أقبل إلى القصر ، فرفع سراقة صوته يناديه :
امنن عليّ اليوم يا خير معد |
|
وخير من حيّا ولبّى وسجد |
فبعث به المختار إلى السجن فحبسه ليلة ثمّ دعاه فأقبل يقول له :
__________________
(١) تاريخ الطبري ٦ : ٤٧ ـ ٥٢ عن أبي مخنف.
(٢) تاريخ الطبري ٦ : ٥٦ عن أبي مخنف.
(٣) تاريخ الطبري ٦ : ٥٧ عن أبي مخنف ، والنصّ : لستّ ليال بقين ... ولكنّه في : ٨١ يذكر أنّ ابن الأشتر لمّا فرغ من أهل الكناسة والسبيع ما نزل إلّا يومين حتّى أشخصه إلى الموصل فخرج يوم السبت لثمان بقين من ذي الحجّة. فالصحيح العكس ، وانظر : ٣٤٠ ، الحديث ٢. أي هنا لستّ.
(٤) تاريخ الطبري ٦ : ٥١ عن أبي مخنف.