الأعسر الشاكري الهمداني على فم السكّة ، فحمل عليه أبو الزبير بن كريب والجندعي فصرعاه ودخلوا الجبّانة وهم ينادون «يالثارات الحسين»! فأجابهم أنصار ابن شميط : «يالثارات الحسين». فأخذ بعض الهمدانيين ينادي : «يالثارات عثمان»! فقتل.
وكان رفاعة بن شدّاد البجلي مع قومه بني بجلة على المختار! وكان ناسكا قارئا للقرآن فقدّموه للصلاة بهم ، ولكنّه لما سمعهم اليوم ينادون : «يالثارات عثمان» قال : لا اقاتل مع قوم يبغون دم عثمان ما لنا ولعثمان؟! ثمّ عطف بسيفه عليهم وهو يقول :
أنا ابن شدّاد على دين عليّ |
|
لست لعثمان بن أروى بولي |
وقاتلهم حتّى عطفوا عليه فقتلوه عند حمّام الماهبدان بالسبخة. وارتثّ بالجراح زحر بن قيس الجعفي ، وقتل ابنه الفرات ، وقتل عبد الرحمن بن سعيد الهمداني ، وارتثّ بالجراح عبد الرحمن بن مخنف الأزدي وحملوه وقاتل دونه حميد بن مسلم الأزدي الراوي ، وقتل عمر بن مخنف الأزدي.
ولجأ خمسمئة منهم إلى دور الوادعيين من همدان ، فاستخرجوهم اسراء مكتّفين إلى المختار ، فتولّى أمرهم رجل من رؤساء أنصار المختار هو عبد الله بن شريك النهدي ، فكان يقتل الموالي والعبيد ويخلّي العرب! فلمّا رأى ذلك رجل من موالي بني نهد يدعى درهم رفع ذلك إلى المختار فقال : اعرضوهم عليّ ، وانظروا من شهد منهم قتل الحسين فأعلموني به. فشهدوا على نصفهم بذلك فقدّمهم وضرب أعناقهم ، ودعا بمن بقي منهم فأخذ عليهم المواثيق أن : لا يجامعوا عليه عدوا ، ولا يبغوه ولا أصحابه غائلة ، ثمّ أعتقهم.
ونادى مناديه : ألا إنّ من أغلق بابه فهو آمن إلّا رجلا شرك في دم «آل محمّد» صلىاللهعليهوآله.