ويتجدّد الإجمال فيما مرّ من عقد الألوية على القبائل بلا تفصيل أعداد إلّا الإجمال بأربعة آلاف ، في خبر رسول مسلم : عبد الله بن خازم ، ثمّ أمير ربع أهل المدينة : عباس بن جعدة الجدلي وهذا قال : خرجنا مع ابن عقيل في أربعة آلاف ، وأقبل مسلم يسير ببني مراد حتى أحاط بالقصر ، فما بلغنا القصر إلّا ونحن ثلاثمئة! وكأنه لأنه من أهل المدينة في الكوفة ينحى عليهم بلائمة الخذلة والتذبذب واضطراب الفكر والرأي ، فيقول : ثمّ إنّهم تداعوا إلينا واجتمعوا ، فو الله ما لبثنا إلّا قليلا حتّى امتلأ السوق والمسجد من الناس! وما زالوا يثوبون حتّى المساء!
هذا وليس مع ابن زياد في القصر إلّا ثلاثون من الشرطة أكثر همّه أن يمسكوا أبواب القصر ، وعشرون رجلا من الأشراف ، وهم يشرفون على الناس فينظرون إليهم ويتقونهم أن يرموهم بالحجارة (١)! ومع ابن زياد أهل بيته ومواليه ، فأرسلهم إلى من نأى عنه من الأشراف من الباب الذي يلي دور الروميين (النصارى فلذا لم يكن هذا الباب داخلا في إحاطة أصحاب مسلم) فأقبل الأشراف يأتون ابن زياد من قبل ذلك الباب (٢).
خروج الأشراف برايات الأمان :
دعا ابن زياد الأشراف : كثير بن شهاب الحارثي الهمداني! ومحمد بن
__________________
(١) تاريخ الطبري ٥ : ٣٦٩ عن أبي مخنف ، وفيه : وأن يشتموهم ـ وهم لا يفترون ـ على عبيد الله وعلى أبيه! ونراه في الإرشاد ٢ : ٥٢ : ينظرون إليهم وهم يرمونهم بالحجارة ويشتمونهم (لا) يفترون على عبيد الله وعلى أبيه. وسقط لفظ (لا) من الإرشاد.
(٢) تاريخ الطبري ٥ : ٣٦٩ عن أبي مخنف ، والإرشاد ٢ : ٥٢.