وروى الطبرسي عن الصادق عليهالسلام : أنّ أبا خالد وردان الكابلي كان يقول بإمامة ابن الحنفيّة فسمعه يخاطب عليّ بن الحسين يقول : يا سيّدي! فسأله عن ذلك فقال له : إنّه حاكمني إلى الحجر الأسود فصرت إليه فسمعته يقول لي : سلّم الأمر إلى ابن أخيك فإنّه أحقّ به منك (١).
وعليه ، فهو كان يدّعي الإمامة أوّلا ثمّ أذعن للحقّ ، ولم يذعن له أبناؤه وأصحابهم كلّهم.
الحجّاج وعبد الرحمان بن الأشعث :
ولي الحجّاج العراقين وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة! وله أربعة بنين : محمّد وأبان وعبد الملك ، والوليد (٢)! وأراد استمالة قوم الأشعث بن قيس الكندي إليه فتزوّج ميمونة بنت محمّد بن الأشعث قتيل المختار لابنه محمّد وهو غلام مراهق! ليكونوا له يدا على من ناوأه. وكان لها أخ يقال له : عبد الرحمان بن محمّد بن الأشعث ، وكان بهيّا جميلا منطيقا وله ابّهة في نفسه ، فألحقه الحجّاج بأفاضل أصحابه وأهل سرّه وخاصّته بل ألزمه بنفسه ، وأجرى عليه العطايا الواسعة صلة ، لصهره ولإتمام الصنيعة إليه وإلى جميع أهله ، فملأه كبرا وفخرا وتطاولا ، حينا من الدهر.
ثمّ كتب له عهدا على سجستان (٣) ووجّه معه الحجّاج بعشرة آلاف منتخب (٤) جيشا كثيفا حسن العدّة حتّى سمّى جيش الطواويس ، لغزو رتبيل ملك
__________________
(١) إعلام الورى ١ : ٤٨٦.
(٢) المعارف : ٣٩٧ ـ ٣٩٨.
(٣) الإمامة والسياسة ٢ : ٣٦ ـ ٣٧.
(٤) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٢٧٧.