وفرقة قالت : إنّ محمّد بن الحنفيّة لم يمت بل هو حيّ مقيم بجبال رضوى بين مكّة والمدينة ، وهو عندهم الإمام المنتظر الذي بشّر به النبيّ صلىاللهعليهوآله : أنّه يملأ الأرض عدلا وقسطا ، عن يمينه أسد وعن يساره أسد أو نمر يحفظانه إلى أوان قيامه ومجيئه وخروجه ، تغدو عليه الآرام (الغزلان) وتروح فيشرب من ألبانها ويأكل من لحومها!
وفرقة منهم قالت : إنّ محمّد بن الحنفيّة أوصى إلى أكبر ولده أبي هاشم عبد الله بن محمّد فهو الإمام بعده ، وغالوا فيه وقالوا بأنّه هو المهدي وهو يحيي الموتى ولا يموت (١) وكانت شيعة أبيه تتولّاه ولا عقب له ، وكان عند موته بالشام وعنده محمّد بن علي بن عبد الله بن العباس فأوصى إليه وقال له : أنت صاحب هذا الأمر وهو في ولدك! ودفع إليه كتبه (؟!) وصرف شيعته إليه (٢).
هذا ، وقد روى الكليني بطريقين إلى زرارة وأبي عبيدة عن الباقر عليهالسلام : أنّ علي بن الحسين عليهالسلام أخبر ابن الحنفية : أنّ أباه الحسين عليهالسلام كان أوصى إليه قبل أن يتوجّه إلى العراق وعهد إليه بالإمامة والوصيّة قبل شهادته وأودعه سلاح رسول الله صلىاللهعليهوآله ثمّ تحاكم معه إلى الحجر الأسود لينطق بالحقّ بحيث يسمعانه ، فانطلقا وبدأ ابن الحنفيّة فلم يجبه ، ثمّ دعا عليّ بن الحسين عليهالسلام فأنطق الله الحجر بلسان عربي مبين : أنّ الإمامة والوصيّة بعد الحسين إلى عليّ بن الحسين عليهماالسلام ، فانصرف ابن الحنفيّة وهو يتولّى علّي بن الحسين عليهماالسلام (٣).
__________________
(١) فرق الشيعة : ٢٧ ـ ٣١.
(٢) المعارف لابن قتيبة : ٢١٧ ، وفرق الشيعة : ٣٣ وقال : بل افترق أصحابه أربع فرق : ٣١.
(٣) أصول الكافي ١ : ٣٤٨ ، الحديث ٥ ، الباب ٨١ ، كتاب الحجة.