وصلّى عليه والي المدينة أبان بن عثمان بن عفّان ، وحين أملق عبد الله وافتقر تزوج الحجّاج بإحدى بناته (١) وإنمّا تزوّج الحجّاج بابنته ليبتذل أو يذل بذلك آل أبي طالب (٢) ولعلّه كان قبل أن ينتقل الحجّاج إلى العراق.
وقال ابن قتيبة : كانت أمّ كلثوم ابنة عبد الله بن جعفر لزينب بنت عليّ عليهالسلام تزوّجها القاسم ابن عمّها محمّد بن جعفر ، ثمّ تزوّجها الحجّاج بن يوسف! كما تزوّج ابنته الاخرى : أمّ أبيها عبد الملك بن مروان (٣)! ومع ذلك افتقر وأملق قهرا!
وقال في محمّد بن علّي المعروف بابن الحنفيّة : إنّه هرب من ابن الزبير إلى الطائف فمات بها سنة إحدى وثمانين وهو ابن خمس وستّين (٤) ونقل قوله المسعودي ولكنّه اختار أنّه توفي في المدينة وأذن أكبر ولده أبو هاشم عبد الله لوالي المدينة أبان بن عثمان بن عفّان أن يصلّي عليه فصلّى عليه ودفن بالبقيع (٥).
وقال النوبختي : فلمّا توفي محمّد بن الحنفيّة بالمدينة في المحرّم سنة إحدى وثمانين وهو ابن خمس وستّين سنة تفرّق أصحابه على ثلاث فرق :
ففرقة تبعت من أصحابه ابن كرب وهو قال : إنّ محمّد بن الحنفيّة هو المهدي فلا يجوز (يمكن) أن يموت ، بل غاب لا يدرى أين. ولا إمام بعد غيبته ، بل يزعمون أنّ محمّد بن الحنفيّة سيظهر بنفسه بعد الاستتار ينزل إلى الدنيا ويكون أمير المؤمنين ويملك الأرض ، وهذه هي آخرتهم!
__________________
(١) مروج الذهب ٣ : ١٦٧.
(٢) مروج الذهب ٣ : ١٦٩.
(٣) المعارف : ٢٠٧.
(٤) المعارف : ٢١٦.
(٥) مروج الذهب ٣ : ١١٦.