وكتب إليه عبد الله بن جعفر : أمّا بعد ، فقد جاءني كتابك وفهمت ما ذكرت فيه ... وأمّا ما ذكرت من جبرك إياي على البيعة ليزيد. فلعمري لئن أجبرتني عليها فلقد أجبرناك وأباك على الإسلام حتّى أدخلنا كما فيه كارهين غير طائعين ، والسلام (١).
فلمّا أجابه القوم بالكراهية لبيعة ليزيد وخلافهم لأمره ، كتب إلى سعيد بن العاص : أن لا يحرّك هؤلاء النفر ولا يهيّجهم ، ويأخذ سائر أهل المدينة بالبيعة ليزيد بغلظة وشدّة حتى لا يدع أحدا من المهاجرين والأنصار وأبنائهم حتّى يبايعوا! فأخذهم بذلك فأبوا! فكتب إلى معاوية : إنّما الناس تبع لهؤلاء النفر فلو بايعوك بايعك الناس ولم يتخلّف عنك أحد ، أمّا الآن فلم يبايعني أحد! فكتب إليه معاوية أن سيقدم عليهم بنفسه (٢).
وقدم المدينة حاجّا في ٥١ ه (٣) :
أو عز معاوية إلى سعيد بحجّة لتلك السنة فأوعب سعيد الناس لاستقباله فلما دنا من المدينة ، خرجوا إليه يتلقّونه ما بين ماش وراكب ومعهم النساء والصبيان : فقال لهم في بعض ما يجتلبهم به : يا أهل المدينة! ما زلت أطوي حزني من وعثاء السفر بحبّي لطلعتكم حتى لان الخشن وانطوى البعيد! وحقّ لجار رسول الله أن يتاق إليه!
__________________
(١) الإمامة والسياسة ١ : ١٧٩ ، ١٨٠. وأنساب الأشراف ٣ : ٥٩ ، الحديث ١٦٦ وقال : وكان يبعث إليه في كل سنة ألف ألف (مليون) درهما.
(٢) الإمامة والسياسة ١ : ١٨٢.
(٣) صرّح بالسنة ٥١ تاريخ ابن الخياط : ١٣١ ـ ١٣٤. ولم يصرّح بها الدينوري في الإمامة والسياسة ١ : ١٨٢ إلّا أنه ذكره بعد ذكره لوفاة الحسن عليهالسلام في ٥١ : ١٧٤. وقال اليعقوبي ٢ : ٢٣٨ : لم يحج إلّا في سنة (٤٤ و ٥٠ ه) واعتمر في (٥٦ ه).