وتلاقى المرجفون في الكوفة :
قال أبو مخنف الأزدي : لم يكن فيما أحدث المختار شيء أعظم عليهم من أنّه جعل للموالي نصيبا من الفيء! وكان شبث بن ربعي اليربوعي التميمي شيخا جاهليّا إسلاميّا! فلمّا مات يزيد بن أنس الأسدي وزعموا أنّه قد قتل التقى أشراف الكوفة وقالوا : تجتمع في منزل شيخنا شبث! فتواعدوا منزله واجتمعوا وأتوا إليه فصلّى بهم ثمّ تذاكروا فأخذوا يقولون : والله لقد تأمّر علينا هذا الرجل بغير رضا منّا ، ولقد أدنى موالينا فحملهم على الدواب! وأعطاهم وأطعمهم فيئنا! فعصانا عبيدنا! وحرب بذلك أراملنا وأيتامنا! فقال لهم شبث : دعوني حتّى ألقاه.
فذهب شبث وجمع معه جمعا والتقى بالمختار وذاكره ما أنكره أصحابهم ، فذكر «المماليك» فقال المختار : فأنا أردّ عليهم عبيدهم ومماليكهم. فذكر له «الموالي» فقال : عمدت إلى موالينا وهم فيء أفاءه الله علينا مع هذه البلاد جميعا! فأعتقنا رقابهم نأمل الأجر و «الشكر» فلم ترض لهم بذلك حتّى جعلتهم شركاءنا في فيئنا!
فقال المختار لهم : إن أنا تركت لكم مواليكم ورددت فيئكم فيكم ، فهل تقاتلون أنتم معي بني امية وابن الزبير وتعطوني على الوفاء بذلك عهد الله وميثاقه وما أطمئن إليه من الإيمان؟ فقال شبث : ما أدري ، حتّى أخرج إلى أصحابي فأذاكرهم ذلك. وخرج فلم يرجع إليه.
بل أجمع على قتاله هو وشمر بن ذي الجوشن الكلابي ، ومحمّد بن الأشعث الكندي ، والتحق بهم عامل المختار على الموصل عبد الرحمن بن سعيد بن قيس الهمداني ، وتوافقوا على دعوة كعب الخثعمي فذهبوا إليه وتكلّم شبث فقال في عيب المختار : إنّه تأمّر علينا بغير رضا منّا ، وزعم أنّ «ابن الحنفيّة» بعثه إلينا ،