وذكر الخبر الأول الجزري عن خطبته في مكة ثمّ قال : ثمّ ركب رواحله وانصرف إلى المدينة فبايعه أهل المدينة ثمّ انصرف إلى الشام ثمّ نقل خبر ابن عباس معه (١) وهذا أولى وأقرب.
وحاق الشرّ بزياد :
قال اليعقوبي : روي أن زيادا كان قد أحضر قوما بلغه أنّهم من «شيعة علي» ليدعوهم إلى لعنه والبراءة منه أو يضرب أعناقهم ، وهم سبعون رجلا!
فصعد المنبر وجعل يتكلم بالوعيد والتهديد ، فنام أحد هؤلاء فقال له آخر منهم : تنام وقد احضرت لتقتل ، فقال : من عمود إلى عمود فرج! لقد رأيت في نومتي هذه عجبا ، قالوا : وما رأيت؟ قال : رأيت رجلا أسود دخل المسجد فضرب رأسه السقف! فقلت له : من أنت يا هذا؟ قال : أنا النقاد ذو الرقبة ، قلت : وأين تريد؟ قال : أدق رقبة هذا الجبّار الذي يتكلم على هذه الأعواد!
فبينا زياد يتكلم على المنبر إذ قبض على خنصره اليمنى (٢) وصاح : يدي! وسقط عن المنبر مغشيّا عليه! فحمل وادخل قصر دار الإمارة واحضر له الطبيب فقال له : أيها الأمير أخبرني عن الوجع تجده في يدك أو في قلبك؟ قال : والله في قلبي اقطع يدي! فقال الطبيب : بل عش سويا (يعني أنه لا يدوم).
فأملى على كاتبه لمعاوية : إني كتبت إلى أمير المؤمنين : وأنا في آخر يوم من الدنيا وأول يوم من الآخرة ، وقد استخلفت على عملي خالد بن عبد الله بن خالد بن اسيد القرشي ، ومات سنة (٥٤).
__________________
(١) الكامل لابن الأثير ٣ : ٢١٨ ـ ٢٢١ ، والغدير ١٠ : ٢٥٣.
(٢) وفي مروج الذهب ٣ : ٢٦ : ظهرت بثرة في كفه ثمّ اسودّت وصارت آكلة سوداء! لأن الناس دعوا عليه عند قبر النبي صلىاللهعليهوآله ثلاثة أيام! وذكر خبر الرؤيا.