وتداول الناس : بايع ابن أبي بكر وابن عمر وابن الزبير! فيقولون : لا والله ما بايعنا ، فيقول لهم الناس : بلى لقد بايعتم (١) ثمّ بايع الناس من أهل المدينة. ثمّ خرج إلى الشام (٢).
وحيث ذكر الدينوري ذلك بالمدينة قال : ثمّ ارتحل راجعا إلى مكة (كذا) وقد أخرج لكل قبيل أعطياتهم وجوائزهم ما عدا بني هاشم! حتى لحق بمنزل الروحاء ، فلحقه ابن عباس فلم يؤذن له! فجلس ببابه! ومعاوية يقول : من بالباب؟ فيقال : عبد الله بن عباس! فلم يأذن له ونام ثمّ استيقظ وسأل : من بالباب؟ فقيل : عبد الله بن عباس! فقال : أدخلوا لي دابّتي فادخلت إليه بغلته. فركبها وخرج ، فوثب إليه ابن عباس! فأخذ بلجام البغلة وقال : إلى أين تذهب؟ قال : إلى مكة. قال : فأين جوائزنا كما أجزت غيرنا! فقال : والله ما لكم عندي جائزة ولا عطاء حتّى يبايع صاحبكم الحسين عليهالسلام فقال ابن عباس : فقد أبى عبد الله بن عمر وابن الزبير وأخرجت جوائزهم! فقال معاوية : إنّكم لستم كغيركم فلا والله لا أعطيكم درهما حتّى يبايع صاحبكم! فقال ابن عباس : فلأتركنّهم خوارج عليك! فقال معاوية : بل أعطيكم ، وبعث بها من الروحاء ومضى إلى الشام.
ولم يلبث قليلا حتى توفي عبد الرحمن بن أبي بكر في نومه (٣).
__________________
(١) تاريخ خليفة : ١٣٢.
(٢) تاريخ خليفة : ١٣٣ والفصل كلّه : ٢٢٧ ـ ٢٥٦.
(٣) الإمامة والسياسة ١ : ١٩٠ ، ١٩١ ، وقال في المعارف : ١٧٤ : مات فجأة سنة ٥٣ قرب مكة فدفن بها وعليه فهذه الأمور كانت قبل ذلك في سنة ٥٢ ، وليس في ٥٩ عمرة معاوية في ٥٦ كما في الطبري.