قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

موسوعة التاريخ الإسلامي [ ج ٦ ]

موسوعة التاريخ الإسلامي [ ج ٦ ]

361/541
*

لم يزالوا سامعين مطيعين مناصحين ، وأنا مبلّغ ذلك صاحبي! ومعلّمه طاعتكم وجهادكم وعدوّكم حتّى كان الله الغالب على أمره.

وقد كان من رأيكم وما أشرتم به عليّ ما قد علمتم ، وقد رأيت أن أخرج الساعة ... وجزاكم الله خيرا ، وليأخذ كلّ امرئ منكم حيث أحبّ.

ثمّ خلّى القصر وخرج من نحو درب الروميّين إلى دار أبي موسى الأشعري!

وبعده فتح أصحابه باب القصر وطلبوا الأمان فآمنهم على أن يبايعوه فخرجوا وبايعوه ، فدخل المختار القصر ليلا فبات فيه (١).

خطبة المختار وبيعته وعطاؤه :

وأصبح الناس في المسجد ، وخرج المختار إليهم فصعد المنبر ، فقال : الحمد لله الذي وعد وليّه النصر وعدوّه الخسر ، وجعله فيه إلى آخر الدهر ، وعدا مفعولا وقضاء مقضيّا وقد خاب من افترى!

أيّها الناس ، إنّه رفعت لنا راية ومدّت لنا غاية ، فقيل لنا في الراية : أن ارفعوها ولا تضعوها ، وفي الغاية : أن اجروا إليها ولا تعدوها. فسمعنا دعوة الداعي ومقالة الواعي ، فكم من ناع وناعية لقتلى في الواعية! وبعدا لمن طغى ، وأدبر وعصى ، وكذّب وتولّى.

ألا فادخلوا أيّها الناس بايعوا بيعة الهدى ، فلا ـ والذي جعل السماء سقفا مكفوفا والأرض فجاجا سبلا ـ ما بايعتم بعد بيعة عليّ بن أبي طالب وآل عليّ بيعة أهدى منها! ثمّ سكت ونزل.

__________________

(١) تاريخ الطبري ٦ : ٣١ عن أبي مخنف.