فقال له الإمام : جزاك الله وقومك خيرا! إنّه قد كان بيننا وبين هؤلاء القوم (عسكر الحرّ) قول لسنا نقدر معه على الانصراف (عنهم) ولا ندري علام تنصرف الأمور بنا وبهم في العاقبة!
فقال الطرمّاح : إنّي قد امترت من الكوفة ميرة لأهلي ومعي نفقة لهم ، فآتيهم فأضع ذلك فيهم ثمّ اقبل إليك إن شاء الله ، فإن ألحقك فو الله لأكوننّ من أنصارك.
فقال الحسين عليهالسلام : فإن كنت فاعلا فعجّل رحمك الله. فقال : دفع الله عنك شرّ الجنّ والإنس.
ثمّ مضى الحسين عليهالسلام حتى انتهى إلى (١) ...
قصر بني مقاتل (٢) :
فلمّا بلغه نزل به ، وكان به فسطاط سأل عنه فقيل : هو لعبيد الله بن الحرّ الجعفي ، وكان من عثمانية الكوفة ؛ ولذلك لحق بالشام وعاد معهم إلى الكوفة (٣) إلّا أنّه لما قبض زياد على حجر وأصحابه العشرة ، أخذ يتمنّى لو كان معه عشرة لاستنقذهم (٤) ولكنّه لم يكن ممّن كتب إلى الحسين عليهالسلام ولا ممّن بايع مسلما له ، ولما علم بقدوم الإمام إلى الكوفة كره أن يدخلها الحسين عليهالسلام وهو بها فيبتلي بأمره! فخرج منها إلى قصر بني مقاتل متنحّيا عن طريق الحجاز إلى الكوفة ، ولا يدرى كيف تخلّص من شرطة ابن زياد. ولكن تنكّب الإمام عن الطريق أدّى إليه.
__________________
(١) تاريخ الطبري ٤ : ٤٠٤ ـ ٤٠٧ عن أبي مخنف ، وليس في الإرشاد.
(٢) كان بين القريّات والقطقطانة وعين التمر ، كما في معجم البلدان.
(٣) تاريخ الطبري ٥ : ١٢٨.
(٤) تاريخ الطبري ٥ : ٢٧١.