زياد الشرّ وحجر الخير :
قال اليعقوبي : كان المغيرة الثقفي إذا رقى المنبر يلعن عليّا (عليهالسلام) فإذا سمعه حجر بن عدي الكندي وعمرو بن الحمق (خفيف اللحية) الخزاعي وأصحابهما من «شيعة عليّ» يقومون فيردون اللعن عليهم ويتكلّمون.
فلمّا قدم زياد الكوفة بعد المغيرة وخطب خطبته المشهورة التي لم يحمد الله فيها ولم يصلّ على محمّد ... وجّه إلى حجر فأحضره وقال له : يا حجر : أرأيت ما كنت عليه من الموالاة والمحبّة لعلي (عليهالسلام)؟ قال : نعم! قال : فإن الله (!) قد حوّل ذلك بغضة وعداوة! أو رأيت ما كنت عليه من البغضة والعداوة لمعاوية قال : نعم! قال : فإن الله (!) قد حوّل ذلك محبّة وموالاة! فلا أعلمنك ذكرت أمير المؤمنين معاوية! بشرّ! أو ذكرت عليّا بخير!
ثمّ بلغه أنهم يجتمعون فيتكلّمون ، ويدبّرون عليه وعلى معاوية ويذكرون مساويهما ويحرّضون الناس عليهما! فوجّه صاحب شرطه إليهم. فهرب عمرو بن الحمق الخزاعي وعدة معه إلى الموصل ، واخذ جماعة منهم ، منهم : حجر بن عدي الكندي وثلاثة عشر رجلا من أصحابه.