والله لو علمت أني اقتل ثمّ أحيا ثمّ احرق حيّا ثمّ اذرّ! يفعل ذلك بي سبعين مرّة ما فارقتك حتّى ألقى حمامي دونك! فكيف لا أفعل ذلك وإنّما هي قتلة واحدة ، ثمّ هي الكرامة التي لا انقضاء لها أبدا!
وقام زهير بن القين وقال : والله ليت أني قتلت ثمّ نشرت ثمّ قتلت ، حتّى اقتل كذا ألف قتلة ، وأنّ الله يدفع بذلك القتل عن نفسك وعن أنفس هؤلاء الفتية من أهل بيتك!
وقال آخرون من أصحابه : والله لا نفارقك! ولكنّ أنفسنا لك الفداء! نقيك بنحورنا وجباهنا وأيدينا ، فإذا نحن قتلنا كنّا وفينا وقضينا ما علينا!
وتكلّم جماعة أصحابه في وجه واحد بكلام يشبه بعضه بعضا (١).
الإمام وزينب ليلة عاشوراء :
كان لأبي ذر الغفاري مولى يدعى حوي كان انتهى بعد وفاة أبي ذر إلى دار عليّ ثمّ الحسنين عليهمالسلام ، فكان اليوم مع الحسين عليهالسلام وانصرف الإمام بعد خطبته إلى خيمته وناول سيفه إلى حويّ هذا فكان يعالجه ويصلحه ، والإمام يقول :
يا دهر افّ لك من خليل |
|
كم لك بالإشراق والأصيل |
من صاحب أو طالب قتيل |
|
والدهر لا يقنع بالبديل |
وإنّما الأمر إلى الجليل |
|
وكلّ حيّ سالك سبيلي |
وأعادها مرّتين أو ثلاثا. فروى أبو مخنف عن السجّاد عليهالسلام : أنّه كان جالسا عندئذ في خيمة مجاورة وعنده عمّته زينب تمرّضه وهي حاسرة ، وفهم هو
__________________
(١) تاريخ الطبري ٥ : ٤١٨ عن أبي مخنف عن زين العابدين وغيره ، وفي الإرشاد ٢ : ٩١ ـ ٩٣.