أما بعد ، فإني لا أعلم أصحابا أولى ولا خيرا من أصحابي! ولا أهل بيت أبرّ ولا أوصل من أهل بيتي! فجزاكم الله عنّي جميعا خيرا.
ألا وإني أظنّ يومنا من هؤلاء القوم غدا ، ألا وإنّي قد رأيت لكم ، فانطلقوا جميعا في حلّ ليس عليكم منّي ذمام ، هذا الليل قد غشيكم فاتّخذوه جملا!
ثمّ ليأخذ كلّ رجل منكم بيد رجل من أهل بيتي [و] تفرّقوا في سوادكم ومدائنكم حتّى يفرّج الله! فإنّ القوم إنّما يطلبوني ، ولو قد أصابوني لهوا عن طلب غيري.
فقال له أخوه العباس : لم نفعل [ذلك] ألنبقى بعدك؟! لا أرانا الله ذلك أبدا! ثمّ تكلّم بهذا ونحوه إخوته وابنه عليّ ، وبنو أخيه الحسن ، وابنا عبد الله بن جعفر. وكأنما لم يسمع الإمام عليهالسلام من بني عمّه عقيل مثل ذلك فقال لهم : يا بني عقيل! حسبكم من القتل بمسلم ، اذهبوا قد أذنت لكم!
فقالوا : فما يقول الناس؟! يقولون : إنا تركنا شيخنا وسيّدنا وبني عمومتنا خير الأعمام ولم نرم معهم بسهم ولم نطعن معهم برمح ولم نضرب معهم بسيف! ولا ندري ما صنعوا! لا والله لا نفعل! ولكن تفديك أنفسنا وأموالنا وأهلونا! ونقاتل معك حتّى نرد موردك! فقبّح الله العيش بعدك!
وكان مسلم بن عوسجة الأسدي قد التحق بالإمام عليهالسلام من الكوفة قبل اليوم بلا خبر في كيفية ذلك ، فقام وقال : أنحن نخلّي عنك! ولمّا نعذر إلى الله في أداء حقّك! أما والله حتّى أكسر في صدورهم رمحي ، وأضربهم بسيفي ما ثبت قائمه في يدي! ولا افارقك ، ولو لم يكن معي سلاح اقاتلهم به لقذفتهم بالحجارة دونك حتّى أموت معك!
وكان سعيد بن عبد الله الحنفي أيضا قد التحق بالإمام عليهالسلام بلا خبر في كيفية ذلك ، فقام وقال : والله لا نخلّيك حتّى يعلم الله أنّا حفظنا غيبة رسول الله صلىاللهعليهوآله فيك ،