واسكت يزيد حتّى سكتت زينب ثمّ تمثّل بقول القائل :
يا صيحة تحمد من صوائح |
|
ما أهون النوح على النوائح (١) |
ثمّ أمر بالنسوة أن ينزّلن في دار على حدة متّصلة بدار يزيد ، فأفردت لهم ، ومعهم عليّ بن الحسين عليهالسلام (٢) ومعهم ما يصلحهم ، فاخرجوا إلى تلك الدار ، واجتمع نساء آل معاوية فاستقبلنهنّ بالبكاء والنوح على الحسين عليهالسلام ثلاثة أيام (٣).
ورأس الحسين عليهالسلام إلى المدينة :
نقل البلاذري عن الكلبي قال : بعث يزيد رأس الحسين عليهالسلام إلى المدينة (٤). فصرخت نسوة آل أبي طالب ، فسمعهنّ مروان بن الحكم فتمثّل وقال :
__________________
(١) مقتل الحسين عليهالسلام للخوارزمي ٢ : ٦٦ مسندا عن رجل من تميم الكوفة!
(٢) الإرشاد ٢ : ١٢٢.
(٣) تاريخ الطبري ٥ : ٤٦٢ عن أبي مخنف عن فاطمة. وروى عن الباقر عليهالسلام قال : ثمّ أدخلهم على عياله ٥ : ٣٩٠ ، وهذا لا يدع مجالا لخبر إسكانهم في خربة بدمشق ووفاة ابنة صغيرة للحسين عليهالسلام فيها باسم رقية ، بل لا ذكر في الأنساب والتواريخ المعتبرة لبنات الحسين عليهالسلام سوى سكينة وهي في العاشرة من عمرها ـ السيّدة سكينة للمقرّم : ٨٩ ـ وفاطمة ، وهي في حدود السابعة من عمرها.
والمرقد المنسوب إلى رقية بدمشق لعلّه لرقية اخت الحسين عليهالسلام زوجة ابن عمّها مسلم بن عقيل ، فإنّها كانت معهم ، ولا ذكر لها بعد كربلاء ، فلعلّها مرضت هناك من وعثاء السفر والقهر ، بعد قتل ابنيها الصغيرين ، فماتت ودفنت هناك. كما كان على صخرة القبر حين اكتشف قبل قرن تقريبا : «هذا قبر رقية بنت علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه».
(٤) أنساب الأشراف ٣ : ٢٢٥ ، الحديث ٢٢٤.