وفرش له فيه فرشا كثيرا بعضه على بعض! ووضع له الكرسي (١) وجاء به الفهريّ إلى قبر أبيه فصلّى له عنده (٢).
ثم أتى القبّة الخضراء وصعد على الفرش حتّى جلس على الكرسي ، وأدخل الناس عليه يعزّونه بأبيه ويهنئونه بالخلافة ويبايعونه (٣) ثمّ خطبهم فأبّن أباه ورثاه ثمّ بشّرهم عن نفسه فقال لهم : لقد كان معاوية يغزوكم في البحر (للروم) وأنا لا أحمل أحدكم على البحر! وكان يشتّيكم بأرض الروم ، وأنا لا أشتّي أحدا للروم ، وكان يخرج عطاءكم أثلاثا في السنة كلّ أربعة أشهر ، وأنا أجمعه لكم كلّه (٤)!
ثمّ أمر ففتحوا بيوت الأموال ففرّقها عليهم ، وكتب إلى البلدان بأخذ البيعة له (٥) وعمره ثلاث وثلاثون سنة (٦).
كتابه للبيعة إلى المدينة :
كان معاوية ولّى المدينة ابن أخيه الوليد بن عتبة بن أبي سفيان ، سنة (٥٨ ه) (٧) فولّى يزيد وابن عمّه الوليد على المدينة ، ولم يكن ليزيد همّة إلّا بيعة الممتنعين الثلاثة وفي مقدّمتهم وعلى رأسهم الحسين عليهالسلام ، فكتب إلى الوليد
__________________
(١) مقتل الخوارزمي ١ : ١٧٧ ـ ١٧٩ عن ابن الأعثم الكوفي.
(٢) الكامل في التاريخ ٤ : ٩ ، والبداية والنهاية ٨ : ١٤٣.
(٣) مقتل الخوارزمي ١ : ١٧٩ عن ابن الأعثم.
(٤) البداية والنهاية ٨ : ١٤٣ فأمّن الروم ضمنا!
(٥) مقتل الخوارزمي ١ : ١٧٩ عن ابن الأعثم.
(٦) تاريخ الطبري ٥ : ٤٩٩ ولد سنة (٢٨ ه).
(٧) تاريخ الطبري ٥ : ٣٠٩.